تشهد منطقة الأغوار الفلسطينية معاناة مستمرة وانتهاكات متواصلة تتمثل بالاعتداءات والمضايقات اليومية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين. وقامت قوات الاحتلال في الأسابيع القليلة الماضية بهدم عشرات بيوت الشعر المملوكة للفلسطينيين في المنطقة.
وأخطرت سلطات الاحتلال عشرات الموطنين في الأغوار بهدم منازلهم وبيوت الشعر كما صعد الاحتلال في الأيام القليلة الماضية من ملاحقته للمزارعين الفلسطينيين بحجة التدريبات العسكرية.
وزارت الجزيرة نت مناطق الأغوار التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة من البنية التحتية واطلعت على الحياة الصعبة للسكان الذي يعيش بعضهم داخل ما يسمى مناطق إطلاق نار.
ويواجه السكان مضايقات وانتهاكات جراء التدريبات العسكرية لجيش الاحتلال حيث أن 70% من الإغلاقات ناتج عن هذه التدريبات التي تسببت باستشهاد عدد من المواطنين ونفوق بالماشية جراء عمليات إطلاق النار.
وأغلق الجيش الإسرائيلي بمكعبات إسمنتية كتب عليها "منطقة إطلاق النار. ممنوع الدخول إلى المنطقة"، وترك فقط مساحة حوالي 30% من هذه الأراضي لتحرك السكان.
ويقول المواطنون إن هذه الإجراءات تهدف إلى إفراغ هذه المناطق من سكانها الفلسطينيين إذ إن الأغوار الفلسطينية أهم احتياط من حيث الأراضي في فلسطين.
ضراغمة: اعتداءات المستوطنين والجيش الإسرائيلي متواصلة على الأرض والناس (الجزيرة نت)
سلة غذاء
وتعتبر الأغوار التي تشكل 28,5% من مساحة الضفة الغربية، سلة الغذاء الزراعية والبوابة الشرقية لفلسطين ومنطقة إستراتيجية تنتهي على طول ضفاف نهر الأردن.
ويسيطر الاحتلال من خلال المستوطنات والمعسكرات والنقاط العسكرية على معظم هذه الأراضي وأهمها مصادر المياه، كما يرفض التفاوض عليها مع الجانب الفلسطيني، بما في ذلك مفاوضات الحل الدائم.
وقال رئيس مجلس منطقة المالح والمدار البدوية عارف ضراغمة إن المواطنين في المنطقة غير مسموح لهم ببناء بيت شعر ووضع صهريج مياه بينما يسمح للمستوطنين اليهود بشق الطرق وبناء المساكن على حساب أراضي الفلسطينيين.
وأكد ضراغمة في حديث للجزيرة نت أن المواطنين في الأغوار هم مزارعون ومربو مواش يعيش معظمهم في بيوت شعر في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا يوجد كهرباء وماء ومدارس ومراكز صحية جراء ممارسات الاحتلال.
وأوضح ضراغمة أن منطقة المالح جزء من الأغوار الشمالية وتتألف من بردلا وعين البيضاء وكردلا وتشكل مساحة المالح ثلث الأغوار الشمالية، كما أن الناس في موقع الفارسية وعين الحلوة وحمامات المالح والميتة وخربة سمره يعيشون الحياة القاسية ذاتها بسبب ممارسات البطش الذي ينتهجها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون.
ويشير ضراغمة إلى أن عصابات المستوطنين والجيش الإسرائيلي يعتدون بشكل متواصل على الأغنام ومربي الماشية ويقومون في بعض الحالات بسرقة الأغنام والأبقار.
إغلاق الاراضي بحجج أمنية وسيلة إسرائيلية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية (الجزيرة نت)
مسؤولية السلطة
من جانبه طالب الأمين العام لحزب العدالة الفلسطيني أسامة محمد السلطة الفلسطينية بتأسيس مشاريع تنموية دائمة واستثمارية لدعم المزارعين في هذه المناطق لتعزيز صمودهم.
وأوضح في تصريح للجزيرة نت أن منطقة الأغوار مستهدفة من جانب إسرائيل كونها منطقة حدودية وذات تأثير كبير نظرا لخصوبة أراضيها، مؤكدا أن السلطات الإسرائيلية تحاول إضعاف الاقتصاد الفلسطيني بطرد المزارعين من أراضيهم.
وأكد الأمين العام لحزب العدالة وجود كثافة سكانية في الأغوار مثل مناطق عين البيضة وبردلا وكردلا ومرج نعجة التي تحتاج إلى مضاعفة الجهود بشكل كبير للوصول إلى مستوى التطور الذي وصلت له المناطق المجاورة في الجانب الأردني.
وأشار محمد إلى المشاكل والصعوبات الكبيرة التي تواجه المزارعين في الأغوار بسبب الضغوط الإسرائيلية وحركات المزارعين والمواطنين في المنطقة فضلا عن المشاكل الطبيعية من السيول والانجرافات والعواصف الرعدية.
المصدر: الجزيرة
المفضلات