ابواب
الساعة.. قبل اثنين وستين ألما!
فوق رأسك تماما.. أنظر.. وقد جلست هنا دون أن تعي خيارك، وتوقيت سباتك، ودلالة مكانك.. ها أنت هناك، فحدّق قليلا في تداعيات الاسم، ومتواليات الإشارة، ثم فكّر مليا في اتجاه السهم، الذي هو علامة السر، أو الكنز، أو الوطن الذي لا تنازل عنه؟
***
هناك درج يفضي إلى درب آخر.. ثق أنه لن يؤدي بك إلى رصيف يكبلك بأفق مظلم؟
خيارك واحد.. والساعة التي ما زالت عقاربها متوقفة، وهي تنهش نبضك، وروحك، وقلبك، عند تلك اللحظة التي كانت قبل اثنتين وستين سنة؛ آنذاك كانت الدروب مختلفة، والآمال بقدر الآلام كبيرة، ومتباينة، وكنت تملك إرادة أن تعلن لكل العالم بأن الأرض نبع الحق، وهي تبقى لأهلها، رغم أنف من اغتصبها.. وبعدها مشيت..ومشيت على صراط الحلم بالعودة!!
***
ها قد جلست بعد طول سعي.. ترى، هل هي لحظة تأمل، أم انكسار، أم استراحة لكي تسلم الراية لمن يحمل جمر الوطن نقشا، وهو القادر على ذر التراب في عيون المغرضين!!
***
وأنت..أنت منذ اليوم، لا تريد أن تستمع لأحد، ولا أن تناقش، أو تثرثر.. أنت لا ترغب في أن ترى تناسخ سير الهزائم، أو أن تسمع نشرات أخبار الجرائم، وتفاصيل المؤتمرات، وسجلات المؤامرات.. تريد، فقط، أن يأتي من يمتلك العزم على تتبع السهم، واكتشاف الكنز، هناك في الدرب الثاني، وليس على هذا الرصيف!!
مفلح العدوان
عدسة رعد العضايلة
المفضلات