بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الصبر من المقامات العظيمة ، والعبادات الجليلة التي تكون في القلب وفي اللسان وفي الجوارح ، وحقيقة العبودية لا تثبت إلا بالصبر ؛ لأن العبادة أمر شرعي ، أو نهي شرعي ، أو ابتلاء ، بأن يصيب الله العبد بمصيبة قدرية فيصبر عليها .
فحقيقة العبادة : أن يُمتثل الأمر الشرعي ، وأن يُجتنب النهي الشرعي ، وأن يصبر على المصائب القدرية التي ابتلى الله - جل وعلا - العباد بها .
فالابتلاء حاصل بالدين وحاصل بالأقدار ، فبالدين كما قال - جل وعلا - لنبيه صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي رواه مسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قال الله تعالى : إنما بعثتك لأبتليك ، وأبتلي بك » . فحقيقة بعثة النبي عليه الصلاة والسلام الابتلاء ، والابتلاء يجب معه الصبر ، والابتلاء الحاصل ببعثته بالأوامر والنواهي .
فالواجبات تحتاج إلى صبر ، والمنهيات تحتاج إلى صبر ، والأقدار الكونية تحتاج إلى صبر ؛ ولهذا قال طائفة من أهل العلم : إن الصبر ثلاثة أقسام :
صبر على الطاعة ، وصبر عن المعصية ، وصبر على أقدار الله المؤلمة .
قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين }
وقال الله تعالى : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }
وقال الله تعالى : { قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد * الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار * الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار }
وقال الله تعالى : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين }
لا تنسوا فشهر الصبر على الأبواب " رمضان "
اللهم بلغنا رمضان
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
المفضلات