في ضوء المرحلة التاريخية التي يمر بها الاردن، والشروع المجد في تنفيذ برنامج إصلاح سياسي وإقتصادي شامل من قبل الحكومة وإنجازها غير المسبوق في فتح ملفات الفساد، يأبى البعض إلا أن يبقى حبيسا لمصالحه السياسية الشخصية الضيقة غير آبه بمصلحة الوطن العليا التي تتطلب من الجميع تكثيف الجهد والمساهمة بشكل بناء في طرح الافكار وتقييم المواقف والانجازات.
لا يضيق صدر الحكومة بالنقد البناء الهادف، ولكن مؤسف ان يكون هذا النقد عديم البصر والبصيرة يقفز عن الحقائق البائنة للجميع من مصداقية وإقدامية للحكومة في التعامل مع الملفات المختلفة وهو ما ثبت أن الرأي العام الوطني يراه ويحترمه من خلال إستطلاع الرأي الذي اجراه مركز الدراسات الاستراتيجية. من لا يرى هذه الحقائق ولا يتطابق رأيه مع رأي الناس عليه أن يعترف انه بات معزولا عنهم وحبيسا لأجنداته الشخصية التي تتعارض مع مصلحة الوطن. المحزن أن هؤلاء يتحدثون باسم مصلحة الوطن في حين ان مرادهم اما العودة لمناصبهم التي فشلوا حينما كانوا فيها او النيل من حكومة تكتسب احترام الجميع لاقداميتها والتزامها بمنهجية شفافة تنحاز للمواطن وهمومه ومستوى معيشته وقد علقت للتو قرار التعرفة الكهربائية الجديدة بكل شجاعة ومصداقية عندما تبين لها أثره على معيشة المواطنين.
الحكومة ومهما قال عنها هؤلاء أعلنت برنامجها الاصلاحي على الملأ وتلتزم به وقد أقرت قوانين هيئة الاشراف على الانتخابات والأحزاب والمحكمة الدستورية ضمن الأوقات التي تعهدت بها اما البرلمان وهي ملتزمة بتقديم قانون الانتخاب ضمن الاطار الزمني الذي التزمت به، وهي بالتزامن أعلنت حربا لا هوادة فيها على الفساد مهما بلغ حجم من يقف خلفه، ويقودها رجل من رجالات الاردن الذين عرف عنهم الحزم والشفافية والترفع عن الصغائر والزهد بالمنصب فقد غادر موقعا دوليا رفيعا وآثر التخلي عن منصب رئيس المحكمة الدولية العليا إستجابة لنداء الوطن وإدراكا منه لحساسية اللحظة التاريخية التي يمر بها.
الحكمة ومصلحة الوطن تقتضي من الجميع خاصة من صنعهم الوطن ان يبصروا بإيجابيات ما يتحقق من اصلاحات وان لا يستغلوا المرحلة لتشويه الحقائق والتقليل من إنجازات الحكومة مدفوعين بأجندات شخصية صغيرة. لقد بات واضحا للجميع ان هناك حملة وان كانت بائسة للتشويش على الحكومة وعلى منجزها الوطني البائن وهي حملة لن تزيد الوطن وحكومته الا إقدامية وتصميما وعنادا على مواصلة الجهد الاصلاحي الحثيث وإدارتها للدولة بكل شفافية ومصداقية مترفعة عن المناكفات والانتهازيات التي يعي الجميع أهدافها الصغيرة بصغر من يقف خلفها.
المفضلات