في بلاد الغربة .... ومع خيبات الحب والمحبة .... وتحت طائلة العمل والمسئولية .... وسط الوحدة ... والفراغ والجنون .... وسط هذا كله
يطل طيف جميل ... من اقصى الزاوية ..... بكل جمال العالم يطل ... ويقترب ... رويدا ... يطل ويحتضن بقايا الجرح في الخاصرة ...
يقول الصوت ..... رفقا بنفسك يا ولدي ....
للام طعم خاص ... ورائحة خاصة ....
مثلا .... انا كمدمن للقهوة .....اشتري دائما افخر انواعها..... واعتني بأعدادها .... غلية واحدة ..... شيء من السكر ( سكر الاسرة ) ..... بعض من ماء مقطر .... هدوء ... طقوس ..... واحتساء على اقل من مهل.
لكن دائما ... احس ان هذه القهوة ينقصها شيء .... ربما تنقصها الالفة ... الفة اللقاء ... ربما صدق المشاعر ... عندما تقول لي من اعماق القلب : تفضل يا ولدي !!. هذه الكلمة ( ولدي ) عندما تخرج من فم امي ... احسها تملاء العالم العلوي والسفلي ... احسها تعشعش في اعماق نفسي المتعبة ... ( تقتلني كلمة ولدي )
في قديم الزمان ... استحضر درويش غربتنا .... وكتب في الام كلمات :
الى امي
أحنُّ إلى خبزِ أمّي
وقهوةِ أمّي
ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدرِ يومِ
وأعشقُ عمري لأنّي
إذا متُّ
أخجلُ من دمعِ أمّي
* * *
خذيني، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدبكْ
وغطّي عظامي بعشبٍ
تعمّد من طُهرِ كعبكْ
وشدّي وثاقي..
بخصلةِ شَعر..
بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ
عساني أصيرُ إلهاً
إلهاً أصير..
إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ!
* * *
ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنّورِ ناركْ
وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدونِ صلاةِ نهارِكْ
هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة
حتّى أُشارِكْ
صغارَ العصافيرِ
دربَ الرجوع..
لعشِّ انتظاركْ..
الجميع .... مقيمين ومغتربين
اهديكم فنجانا من القهوة الصباحية ( ليس عليه مأخذ الا انه ليس من يد ام حنون)
اقبلوا الهدية مني
________________________________________
المفضلات