قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان إن أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة باتت تشهد لغطا وشعورا بالامتعاض تجاه سياسات واشنطن ونظام الثنائية الحزبية في البلاد. وأضاف أنه يتوقع صعود حزب ثالث في أميركا يقدم مرشحا يتنافس مع مرشح كل من الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري في انتخابات 2012.
وبعد أن أشار فريدمان في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى كتاب "حال الإنسان" للمؤرخ الأميركي المعروف لويس ممفورد الذي يصف فيه حال تراجع الرومانيين واضمحلال نفوذهم، قال إن مرشح الحزب الثالث في انتخابات الرئاسة الأميركية القادمة سيحظى بدعم شعبي كبير وبقاعدة سياسية عريضة بحيث تؤثر على النتائج الانتخابية.
وأوضح الكاتب أن ثمة ثورة تختمر في الولايات المتحدة وأنها ليست مجرد ثورة في الجناح اليميني بقدر ما هي متركزة في أعماق الوسط، مضيفا أنه يعرف مجموعتين جادتين على الأقل إحداهما في الساحل الشرقي والأخرى في الساحل الغربي تحاولان تأسيس وتطوير "أحزاب ثالثة" جديدة لتحدي الحزبين الرئيسيين اللذين يحتكران السلطة في البلاد ويتسببان في تزايد تدهور واضمحلال الدور الريادي لها.
"
نظام الحزبية الثنائية في الولايات المتحدة نظام متحجر غير متكامل وعديم الإبداع وتنقصه الشجاعة وعاجز عن مقارعة ومعالجة المشاكل التي تعانيها أميركا
توماس فريدمان
"
وبينما أشار فريدمان إلى بعض الإنجازات التي حققها الرئيس الأميركي باراك أوباما، دعا الحزبين إلى الاضطلاع بمسؤوليتهما التاريخية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، وإلى عدم إبقاء الشعب الأميركي في حالة انتظار "سوبرمان" ليجمع الآراء المتوافقة من أجل القيام بالمسؤوليات الراهنة الجسام.
حزبان مفلسان
وفي حين نسب الكاتب إلى لاري دياموند الخبير السياسي في جامعة ستانفورد قوله "إن لدينا حزبين مفلسين أسهما في إفلاس البلاد"، أضاف فريدمان أن نظام الحزبية الثنائية في الولايات المتحدة هو نظام متحجر غير متكامل وعديم الإبداع وتنقصه الشجاعة وعاجز عن مقارعة ومعالجة المشاكل التي تعانيها أميركا.
وتوقع فريدمان صعود حزب ثالث قوي في الولايات المتحدة يكون من شأنه كسر الاحتكار الحزبي الحالي لسياسات البلاد وتحدي الحزبين الحاليين عبر القيام بإجراء إصلاحات اقتصادية وتعليمية وفي شتى مناحي الحياة.
وأضاف أن الولايات المتحدة أحوج ما تكون إلى حزب ثالث يقدم مرشحا ينافس الديمقراطيين والجمهوريين في الانتخابات الرئاسية لعام 2012، بحيث يمكن للحزب الجديد أن ينظر في عيون الأميركيين ويقول لهم إن الحزبين الحاليين "يكذبان عليكم وإنهما لا يستطيعان قول الحقيقة، لأن كلا منهما غارق في مصالحه الخاصة منذ عقود".
واختتم الكاتب بالقول إنه لا يرغب في أن يخبر الأميركيين بما يودون سماعه، ولكنه يود أن يخبرهم بما يحتاجون إلى سماعه إذا أرادو أن يكونوا قادة العالم وليس رومانيين جددا.
المصدر: نيويورك تايمز
المفضلات