بسم الله الرحمن الرحيم
الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة وهو أن يؤمن العبد بأن الله علم ما سوف يكون، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، ويؤمن بأنه لا يكون في الوجود شيء إلا بعد إرادة الله، لا يكون إلا ما يريد، ويؤمن بأن الله خالق كل شيء وأنه ليس شيء موجود إلا الله خالقه، من المخلوقات ومن الأفعال ومن الأحكام، وعندئذ يؤمن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-
واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعت الأقلام، وجفّت الصحف . رواه أحمد والترمذي وصححه عن ابن عباس.
وكذلك حديث ابن مسعود الذي يقول فيه -صلى الله عليه وسلم-
إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث إليه الملك، فيؤمر بأربع كلمات: فيكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد . متفق عليه
يكتب ذلك وهو في بطن أمه.
ولما سأل الصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-
وقالوا: ألَا ندع العمل ونَتَّكِلُ على كتابنا قال: اعملوا فكل مُيَسّر لما خلق له .
فنحن مأمورون بأن نعمل، والله هو الذي ييسر الإنسان ويعينه لما خلقه له، فمن خلقه شقيًّا خذله حتى يعمل عمل أهل الشقاء، ومن خلقه سعيدًا يسر له أسباب السعادة، هذا الإيمان بالقدر، وفيه تفاصيل كثيرة.
الإيمان برؤية المؤمنين ربهم
الإيمان بالرؤية بأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة فهذا أيضًا ثابت وردت به الأحاديث
وأنكر ذلك الإباضية وغيرهم من المعتزلة، فلا يُعْتَدُّ بإنكارهم.
كذلك يتجنب الجدل الذي هو الخصومات والمنازعات التي ما أنزل الله بها من سلطان، بل على المؤمن أن يستسلم لما يعرفه ولا يرد شيئًا إذا لم يعرفه مع ثبوته، ولا يسأل عن الأشياء الغيبية، فلا يقول لماذا خلق الله كذا؟ ولماذا أمر الله بكذا؟ بل يقول: سمعنا وأطعنا، دون أن يسأل عن الكيفية في أسماء الله وصفاته، ولا عن العلل في أفعال الله وأحكامه، ما عرف منها قَبِلَه، وما لم يعرف استسلم له.
العلامة عبدالله بن جبرين يرحمه الله
المفضلات