انطلقت في مدينة انطاليا التركية اليوم الأربعاء أعمال مؤتمر يشارك فيه أكثر من 300 معارض سوري تحت اسم المؤتمر السوري للتغيير, فيما وصف سياسيون وناشطون انعقاد هذا المؤتمر بأنه "مؤامرة", وليس لهم أي علاقة بأي طرف داخلي ينادي بالإصلاح.
ويهدف المؤتمر بحسب المشاركين فيه إلى بحث سبل دعم الثورة السورية في الداخل وتامين استمرارها على حد تعبيرهم.
ويأتي المؤتمر بعد نحو شهرين ونصف من انطلاق تظاهرات شهدتها عدة مدن سورية, تركزت أيام الجمعة, تنادي بمطالب عامة كالحريات وتحسين مستويات المعيشة وغيرها.. فيما اعتبرت الحكومة السورية هذه المطالب محقة, إلا أن هذه التظاهرات شهدت أحداثا أمنية مؤسفة سقط خلالها العشرات من المواطنين وعناصر الأمن والجيش, حملت السلطات مسؤولية وقوع هذه الأحداث إلى جماعات مسلحة مدعومة من الخارج.
وقال منسق المؤتمر محمد منصور، في تصريحات صحفية إن "اللقاء يُعقد تحت اسم "المؤتمر السوري للتغيير" بمشاركة نحو 300 معارض سوري يمثِّلون أشخاصهم ولا يمثِّلون الجهات الحزبية والسياسية التي ينتمون إليها",
مضيفا أن "هناك شخصيات سياسية وحزبية وثقافية وإعلامية وناشطون حقوقيون من أوربا وأمريكا ومن الدول العربية وغيرها، فضلا عن مشاركة عدد من شباب "الثورة" من الداخل السوري", على حد تعبيره.
وهذا الاجتماع هو الثاني لشخصيات معارضة في تركيا, وذلك بعد اجتماع معارضين سوريين في اسطنبول في 26 نيسان الماضي بدعوة من منظمات مجتمع مدني تركية دعت شخصيات معارضة سورية لبحث مجريات الأحداث في سورية.
بالمقابل, قال الناشط المدني بسام القاضي "كتبت علنا أن هذا المؤتمر هو مؤامرة، أما أن يؤثر على الحوار الوطني، فلا"، مضيفا أن "الحوار الوطني هو بين أبناء وبنات سورية ممن يرفضون قطعيا كل تدخل خارجي، ومن يقبل التدخل الخارجي ويعمل على تمهيد الأرض أمام الناتو لا أجد طريقا للحوار معه فهو يبيعني ببساطة شديدة".
وأوضح الناشط المدني "لكن لن تحل هذه المشكلة قبل أن يعقد مؤتمر وطني فعلا في سورية، وهذا المؤتمر وذاك الحوار لا معنى له قبل إقرار قوانين الأحزاب والجمعيات والإعلام، بحيث يمكن للناس أن تبلور آراءها وتفرز ممثليها الذين يكونون جزءا من الحوار الوطني".
من جهته, وصف المحلل السياسي حمدي العبد الله مؤتمر انطاليا بأنها "مجموعة من المعارضين المقيمين في الخارج والمخترقين من قبل العديد من أجهزة المخابرات العالمية، الفرنسية والأمريكية والبريطانية وحتى الموساد، وليس لهم أي علاقة بأي طرف داخلي ينادي بالإصلاح".
وأضاف العبد الله أن "هناك مفهومين للإصلاح، مفهوم غربي ينطوي تحت ما يسمى، مؤتمر انطاليا، القصد منه الضغط على سورية والانتقام من النظام لرفضه السياسات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم توقيعه على اتفاقية سلام وفق النظرة الإسرائيلية".
وأوضح العبد الله أن "هناك مفهوم آخر للإصلاح تتفق عليه قوى معارضة وقوى من داخل النظام ترى أن هناك ثغرات في الحالة الاقتصادية والإدارة العامة في الدولة"، مشيرا إلى أن "الإصلاحات بدأت ولن تقف، حيث صدرت العديد من القرارات التي تعنى بالشأن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد".
وأكد المحلل السياسي أن "مؤتمر انطاليا لن يؤثر على حركة الإصلاحات التي ستنفذ بقيادة الدولة السورية، التي عبرت عن أنها دولة قوية وواثقة من نفسها بالإضافة إلى تصميمها على الإصلاح، خاصة بعد إصدار مرسوم العفو العام الذي شمل كافة المعتقلين السياسيين وجميع المنتميين إلى الأخوان المسلمين".
وكان الرئيس بشار الاسد اصدر يوم الثلاثاء المرسوم رقم 61 لعام 2011 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 31 أيار الماضي ويشمل جميع المنتميين إلى الإخوان المسلمين وكل الموقوفين المنتميين إلى تيارات سياسية.
بدوره, انتقد عضو مجلس الشعب الدكتور محمد حبش في تصريح لسيريانيوز استضافة تركيا لهذا المؤتمر, قائلا "كنا نتوقع من تركيا موقف أكثر بصيرة، ونجحت بأن تكون وسيطة بين الحكومة السورية وإسرائيل، لذلك كان بمقدورها أن تكون وسيط بين الدولة والمعارضين".
واضاف حبش "هل ترضى الحكومة التركية بأن يعقد عبد الله أوجلان مؤتمر له في سورية؟، نحن نتوقع بأن تركيا سترفض ذلك ونأمل بألا يحدث، لأن ذلك يدخلنا في دوامة الأفعال وردود الأفعال".
يشار إلى ان المؤتمر الذي تعقده المعارضة السورية في مدينة أنطاليا التركية، الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، سيستمر لمدة ثلاثة أيام.
سيريانيوز
المفضلات