"الأحداث في سورية تجعلنا نخرج أكثر تصميما، والأزمة في بعض أوجهها كانت بالفعل أزمة ضعف وخلل وأزمة مؤسسات وأزمة بناء"
قالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، الدكتورة بثينة شعبان، إن "المطلوب الآن من الجميع هو الإيجابية في البناء والممنوع على الجميع السلبية وتسقط الأخطاء"، مبينة أن "الوطن للجميع بعزته وقوته وبضعفه أيضا، لا رابح ولا خاسر في ذلك، فإما أن يخسر الوطن والشعب لا سمح الله وإما أن يربحا ويتفوقا، وقد بدأ الربح بالظهور والبيان".
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن شعبان أضافت، في كلمة ألقتها خلال مهرجان "تحية من حلب الوفاء لسورية العطاء"، الذي يقام في مدينة حلب تأييدا لمسيرة الإصلاح، إن "الأزمة في بعض أوجهها بالفعل كانت أزمة ضعف وخلل وأزمة مؤسسات وأزمة بناء، ولكن الشعب السوري بما فيه شعب حلب يواجه هذه الأزمة بعزيمة وتصميم".
وأوضحت المستشارة أن "مرحلة البناء بدأت وأن كل مواطن مدعو للبناء واليوم ونحن نستعد للبناء، فان المعارضة الوحيدة التي يجب أن تكون هي معارضة الخطأ، والموالاة المهمة التي يجب أن تكون هي موالاة الصح والوطن وقائد الوطن".
ولفتت إلى أن "البلاد هي التي كانت مستهدفة بوحدة ترابها ولغتها وتاريخها ووحدة شعبها وأمنها وأمانها، أما هذه الأزمة فقد كانت بشكل ما مفيدة لبلادنا مع أنها سرقت ربيعنا وصيفنا ولكنها كشفت بما لم يعد يقبل الشك أننا جميعا مستهدفون في مدننا وقرانا وفي مدارسنا وقطاراتنا وأننا جميعا أصحاب لغة الضاد محل حسد العالم ومحل مؤامراته ومناكفاته الدائمة".
وكان عدد من المسؤولين السوريين أشاروا في أكثر من مناسبة إلى أن هناك أطراف خارجية تستغل الأحداث الجارية في المطالب والمطالب المحقة للشعب، لخلق أحداث عنف وقتل بهدف زعزعة أمن واستقرار سورية، مستندين إلى عدد من الاعترافات التي بثها التلفزيون السوري لأشخاص اعترفوا بقيامهم بأعمال تخريبية وأقروا بعلاقتهم مع أطراف خارجية.
كما قالت شعبان إنه "فيما يقول الآخرون إن سورية لن تعود إلى ما كانت عليه قبل آذار ويظنون في ذلك تهديدا لها فإن الشعب السوري يقول لهم فعلا إن سورية لن تعود إلى ما كانت عليه قبل آذار لأنها ستنطلق بعزيمة أقوى وحصانة أمنع ووحدة وطنية أكبر وأمنع من قبل".
وأشارت إلى أن "هذه الأحداث في سورية تجعلنا نخرج اليوم أكثر تصميما، وهذا البلد فعلا مثال يحتذى به وهو بموزاييكه وشعبه الواعي والمحب ولحمته الوطنية وتاريخه الحضاري وثقافته وعراقته سيقدم انموذجا ليس لشرق أوسط جديد ولكن لوطن عربى جديد ولعالم اسلامي جديد".
وأضافت شعبان أن "التحدي الحقيقي اليوم في سورية تحدي وحدة ومصير وتحدي مستقبل بلاد والطريق الوحيد لضمان المستقبل، أن يعتبر كل منا أن مسؤوليته البدء بالمساهمة في الترميم بطريقته لبناء مستقبل أفضل بدلا من اصطياد أخطاء هنا والتربص بآخرين هناك وانتظار زلاتهم ونقاط ضعفهم".
وبينت شعبان أن "مرحلة البناء بدأت فإذا كنا نعمل بضع ساعات كل يوم فمنذ اليوم يجب أن نضاعف العمل والجهد ومحبة الوطن والتمسك بالوحدة الوطنية والمحبة لبعضنا البعض حيث ما كنا".
وأشارت إلى "أننا مدعوون اليوم لترميم ما أصابنا في هذه الأشهر الأخيرة وللخروج اليوم من هذا الصيف أقوى وأعز وأمتن لنضرب المثل أننا نحن العرب عصيون على العصاة وعاتون على العتاة وأننا بإذن الله نبني مستقبل سورية المشرق والمزدهر بأفضل بكثير من قبل".
واستمرت التظاهرات في مدن سوريا منذ الـ 15 اذار الماضي بعدما بدأت في درعا تطالب بالحريات العامة والاصلاح لتتصاعد سقف المطالبات بالتزامن مع احداث قتل وترويع تمت في بعض المدن لتطال النظام الحاكم.
وتتهم السلطات السورية عصابات ارهابية مسلحة بالقيام باعمال القتل واطلاق النار على المدنين والعسكريين فيما يتهم نشطاء وجماعات حقوقية ودول منظمات اممية النظام باستخدام "العنف المفرط في قمع الاحتجاجات".
سيريانيوز
المفضلات