*﴿ قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾،[النمل: 27 // 40 ].
ولعل هذه الآية اختلف فيها المفسرون، بين من يرى أن الذي عنده علم من الكتاب من الجن، ومن يرى أنه من الإنس، كما اختلفوا في كيفية المجيء بعرش بلقيس بتلك السرعة...
فسيدنا إبراهيم، عليه السلام، علمه الله، سبحانه وتعالى، والذي كان عنده علم من الكتاب لا يخرج هو الآخر عن هذا المفهوم، إنما طرق التعليم تختلف...
أما الكيفية التي تحول بها عرش بلقيس إلى ضوء، وجاء بسرعة لمح البصر، لأن سرعة لمح البصر تفوق سرعة الضوء. وهذا مستنبط من القرآن الكريم؛ فهناك: سرعة أقل من لمح البصر، وسرعة لمح البصر، وسرعة البُراق، وسرعة الضوء كما جاء في قوله، سبحانه وتعالى:
*﴿ وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾،[النحل: 16 // 77].
*﴿ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴾،[القمر: 54 // 50].
*﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾،[الإسراء: 17 // 1 ].
*﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾،[البقرة: 2 // 20].
لقد صدر الأمر في لمح البصر فانقلب صورة بصرية فاستقر أمام سيدنا سليمان، عليه السلام، لأنه كان ينظر عرش بلقيس من تلك المسافة!
هناك ميثولوجية تحكي أن امرأة تدعى (زرقاء اليمامة)، كانت تعيش بقرية اليمامة، واشتهرت بقوة بصرها الذي كان يصل إلى مسافة ثلاثة أيام، وهذه المدة تعادل 240 كيلومترا تقريبا...
وهذا الذي عنده علم من الكتاب من نفس قرية زرقاء اليمامة، ونفس المسافة من قصر سيدنا سليمان، عليه السلام، إلى قصر بلقيس، من هنا يكون الذي عنده علم من الكتاب من الإنس، والنظر من هذه المسافة في مقدرة الإنسان...
والتاريخ يحكي أن اليمامة كانت بها قرية تسمى: (سدوس)، ففي هذه القرية كان قصر سيدنا سليمان، عليه السلام. وما جاء في موقع قصر سيدنا سليمان، عليه السلام، كثير، ومنه: قال إبراهيم بن إسحاق الحربي المتوفى عام 285هـ: (ثم القرية قرية بني سدوس وفيها منبر، وقصر بناه سليمان بن داود من حجر، من أوله إلى آخره).
أما سبأ فهي مأرب باليمن،
المفضلات