زعماء جدد للشارع الاردني
من اليمين الرواشدة وزريقات والسنيد
خبرني – كتب بسام البدارين مراسل صحيفة القدس العربي : تضع المعلمة ادما زريقات يدها تماما على جرح الاداء السياسي الضعيف عندما تعلن امام مسيرة المشاة المسيسة التي حملت اسمها 'قضيتي ليست شخصية '.
ويدخل عامل الزراعة المتواضع محمد السنيد باب الفعل والتأثير من اوسع مساحاته عندما يتلقى عقوبة قضائية بالسجن تنظرها محكمة التمييز لاحقا ثم يطاح في اليوم التالي بالوزير الذي تخاصم معه علنا .
ويسترسل السنيد بالدخول والاقتحام عندما يتدخل سياسي رفيع المستوى من طراز مروان المعشر دفاعا عن حقه في الكلام والرأي في ندوة عامة يحاضر فيها الضيف القادم للتو من واشنطن .
وقبل قرار تنقصه كل مؤشرات الحكمة كان يمكن للمعلم مصطفى الرواشدة ان لا يكون نجما ويكتفي بحياته الاعتيادية قبل ان يتحول لزعيم في الشارع يتم تقديمه في المهرجانات بصفته نقيبا للمعلمين رغم انف الحكومة السياسي ليقول علنا ايضا: سنكمل المشوار، مطالبا ضمنيا الوزير الجديد خالد الكركي بالتنحي قليلا عن الطريق .
الثلاثي زريقات والرواشدة والسنيد اصبحوا ظاهرة سياسية واجتماعية جديدة في الحياة السياسية والاعلامية الاردنية وهي ظاهرة انتجتها بوضوح مشاعر الغرور الوزاري والتجاهل الحكومي وبمعنى ادق مظاهر المراهقة في الاداء الرسمي .
وهم - نتحدث عن الثلاثي نفسه - ليسوا اكثر من مقطع عرضي لمن يقومون بالتأثير الآن في الشارع الاردني. ورغم كل الماكياجات السياسية التي يمكن للحكومة وضعها في تبرير وتفسير التعديل الوزاري يجمع المراقبون على ان الظاهرة الثلاثية المشار اليها اسقطت بالنتيجة نخبة من الوزراء البارزين في حكومة الرفاعي واجبرت الاخير على الانقلاب على فكرته الشخصية العلنية بعنوان وزراء وحكومة البرامج .
وليس سرا ان ادما زريقات المعلمة البسيطة اصبحت الآن تلازم تأثيرا في الشارع والواقع من توجان الفيصل وان محمد السنيد تلاحقه نفس الاضواء التي درجت بالعادة على ملاحقة ليث الشبيلات، وان الرواشدة ظاهرة اشد من ظاهرة الشيخ زكي بني ارشيد .
الفارق مهم وخطير حسب سياسي رفيع المستوى، فرسميا لا يمكن وصف زريقات بانها ساعية للمناصب او للظهور لانها الآن ظاهرة صنعتها بامتياز حكومة القرارات الارتجالية .
ولا يمكن اتهام السنيد بتشبيك علاقات مع انظمة مجاورة او التقاط صورة له مع احد زعماء المنطقة، فالرجل لا يملك اجرة الحافلة المتحركة ما بين مدينتي عمان ومادبا ،ولا يمكن اعتبار الرواشدة الحليف الاخطر لحركة حماس في الاردن لانه ليس اكثر من معلم قرر وزير التربية والتعليم جعله هدفا لقرارات اعتباطية .
الرموز الثلاثة الجدد لم يغادر اي منهم الحي الذي يقطنه في المدن الاردنية، ولاسباب مفهومة تماما ومألوفة لا يمكن لوزير الداخلية الخروج للرأي العام لاتهام اي من الاشخاص الثلاثة بالعمل مع 'اجندة او جهات خارجية' او بمناصرة المشروع الصهيوني في الاردن، وحتى الوزير نفسه لن يستقبله العدد الذي استقبل المعلمة زريقات لو زار اي محافظة اردنية .
هؤلاء الثلاثة ليسوا من جماعة التمويل الاجنبي ولم يشاهدوا نائب الرئيس الامريكي جون بادين الا بالصورة، واحيانا، ولا علاقة لهم بجدل المحاصصة والجنسيات، ولم يكن اي منهم يطمح بحقيبة وزارية او حتى بمنصب محافظ، او يمكن تحريكه عبر مشايخ الاخوان المسلمين .
كل التهم المعلبة التي تستخدمها السلطة غير صالحة في حالة الثلاثي زريقات والسنيد والرواشدة، هؤلاء باختصار مواطنون اردنيون عاديون ازدرتهم حكومة بأكملها واستهدفتهم فتسببوا لها بأول انقلاب داخلي ليس لانهم اقوياء جدا او مدعومون من الخارج ولكن لان الوزراء في الاردن لا احد يعرف كيف ولماذا يتم اختيارهم؟ .
المفضلات