القاهرة - ( د ب أ)- أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر اليوم الأحد فوز مرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين الدكتور مهندس محمد مرسي في جولة إعادة الانتخابات الرئاسية ، ليصبح بذلك أول رئيس غير عسكري يصل إلى حكم الجمهورية المصرية بعد أربعة عسكريين.
وخاض مرسي جولة الإعادة التي جرت يومي 16 و17 من حزيران الجاري أمام منافسه الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وتمكن أستاذ الهندسة بجامعة الزقازيق ، ورئيس الحزب السياسي الذي شكلته جماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة ، في حسم معركة الرئاسة بعد انتخابات محتدمة شهدت شدا وجذبا وتسببت في حالة استقطاب بين الشعب المصري بكافة أطيافه.
ويرى كثيرون أن حكم المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب ، الذي كان الإخوان القوة الأكبر فيه ، قبل يومين فقط من بدء جولة الإعادة ساهم في كسب تعاطف وتأييد للمرشح الإسلامي إذ شعر عدد من القوى الثورية التي شاركت في الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق أن قرار الحل بمثابة "انقلاب عسكري" على أول برلمان منتخب بطريقة ديمقراطية حرة ونزيهة في البلاد.
ودعت حركة "6 إبريل"(جبهة أحمد ماهر) إلى تأييد مرسي باعتباره مرشحا للثورة في مواجهة شفيق الذي لم يفلح قانون صادر عن البرلمان في عزله وإخراجه من السباق الرئاسي.
وكانت المحكمة الدستورية قد قضت في نفس الجلسة التي أصدرت فيها حكمها بحل مجلس الشعب ببطلان التعديلات التي أدخل
وعكس هذا شعورا واسعا بأن عملية الانتقال السياسي التي كانت آمال واسعة متعلقة بها لم تعد ماضية في مسارها.
وشهدت جولة الإعادة اصطفافا من جانب القوى الإسلامية مثل حزب النور السلفي وحزب البناء والتنمية ، الذراع السياسي للجماعة الإسلامية ، خلف مرسي في مواجهة شفيق الذي تردد أنه حظي بدعم واضح من المسيحيين وقطاع من السيدات بسبب مخاوف من تأثير فوز مرشح إسلامي على الحريات الشخصية.
ولد مرسي عام 1951 بمحافظة الشرقية/80 كيلومترا شمال شرق القاهرة/ لأب فلاح وأم ربة منزل. تخرج في جامعة القاهرة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وحصل على منحة دراسية من جامعة أمريكية. عمل لفترة أستاذ مساعدا بجامعة نورث ردج الأمريكي بكاليفورنيا وشارك خلال تلك الفترة في مشروعات ممولة من قبل وكالة الطيران والفضاء الأمريكية(ناسا).
وكان مرسي عضوا بمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين ، وهي أعلى هيئة تنفيذية بالجماعة كما شغل عضوية المكتب السياسي للجماعة ثم مسؤولا عنه إلى أن استقال لتولي رئاسة حزب الحرية والعدالة.
وكان مرسي معارضا للنظام السابق ، الأمر الذي تسبب في اعتقاله عدة مرات ، كان آخرها اعتقاله وعدد كبير من قيادات الجماعة فجر يوم 28 كانون ثان 2011 إبان الثورة المصرية.
كما شغل عضوية مجلس الشعب من عام 2000 وحتى عام 2005، وكان خلالها رئيسا للكتلة البرلمانية للإخوان داخل المجلس.
ولم يتقدم مرسي بأوراق ترشحه لانتخابات الرئاسة إلا قبل يوم واحد من غلق باب الترشيح ، بعد أن لاح في الأفق احتمالية استبعاد المرشح القوي للجماعة خيرت الشاطر ، نائب المرشد العام للجماعة ، وأحد أبرز القيادات في الهيكل التنظيمي لها.
وسيكون على مرسي أن يثبت أنه رئيس كل المصريين وليس منفذا لقرارات مكتب إرشاد الإخوان المسلمين ، كما سيتعين عليه أن يتخذ خطوات فاعلة لطمأنة من يخشون من صدق تهديد مبارك "أنا أو الفوضى".
المفضلات