يرددون المعاق معاق العقل وليس الجسد
من طبيعة المجتمع العربي كثير الكلام قليل الفعل " فلاسفةٌ في الحوار جُهّال بالتطبيق "
تجد لدينا فلاسفة ومفكرين من اعلي الدرجات .. لكنهم مُنظْرين فقط
لهذا السبب تطورُنا بطيء كبطء ( السلحفاة ) إلى حد أن أصبح الغرب يُفصّل ونحن نلبس " منكم وإليكم "
وحتى على صعيد المعاقين لم اسمع بمنتج للمعاق قد صنع في مجتمع عربي
لا غرابة في ذلك ابدآ ما دام المجتمع يردد هذه المقولة ولا يطبقها :
( المعاق معاق العقل وليس الجسد )
وأقصد في ذلك كل الجوانب التي تخص المعاق والأمثلة كثيرة
منها : المعاق إنسان طبيعي له عقل لكن الأداء الوظيفي لديه متفاوت من إعاقة لإعاقة
فلو تكلمت عن الدر اسه نجد أن أعضاء هيئة التدريس يجهلون كيفية التعامل مع المعاق
وذلك من خلال فرض الوجبات عليه بالرغم من حالته الواضحة أمامهم
معللين بأننا نعاملك كإنسان سوي عليك ما عليهم .. أهذا يعقل ؟
فالبلاد الغربية يتعاملون من المعاقين " بالعقل وليس الجسد "
ونحن ما زلنا نردد ( المعاق معاق العقل وليس الجسد ) ولا نطبق
مثال آخر .. حينما يكون لدى المعاق موهبة معينه يريد صقلها .. مثلاً :
قد يكون محترف في التعامل مع الكمبيوتر
وحين يتقدم لوظيفة في هذا المجال تجد أنهم يفضلون " السليم " عليه
الذي قد يكون اقل كفاءة منه بحجة أن العمل لا يتناسب مع حالته
ولو انه تعامل معهم من خلف الشاشات دون أن يعرفوا بأنه معاق لانبهروا منه
وهذا يعكس المقولة لتنطبق عليهم ( سليم الجسد معاق العقل )
مثال آخر أيضاً عن الزواج .. فلو طرحت هذه الفكرة على شخص ما
لوجدته يقول لا مانع فالمعاق إنسان مثلنا وهذا حقٌ من حقوقه
لكن ما أن يجزم المعاق ويُظهِر لشخص انه يود الزواج من أخته او أبنته
تجد أن وجهه قد تغير وكأن مصيبةًً قد حلت
وتتفاجئ بان لسانه الذي كان يتحدث به بكل فلسفه قد أللجم
ولم تعد تسمع إلا " تأتأه " ومحاولة البحث عن مخرج طوارئ
الم تقل كبقية الناس بأن ( المعاق هو معاق العقل وليس الجسد )
لماذا في وقت الجد يتغير كل شي ؟
كم كنت أتمنى أن نحفظ أقاويل او مصطلحات ونطبقها على ارض الواقع
كي نواكب التطور ونكون من أوائل الركب وليس من أواخرهم
المفضلات