الصفدي خارج القصر الملكي والأسباب: تسريب ” تخفي الملك” وإقصاء الأسبوعيات والإعلام الالكتروني
كتب الزميل طارق ديلواني مقالا هاما حول الزميل ايمن الصفدي نشر في معظم الصحف العربيه والامريكيه جاء فيه :
يتوقع مراقبون ومطلعون على المشهد الإعلامي الأردني رحيلا قريبا للإعلامي الأول في البلاط الملكي الهاشمي أيمن الصفدي، اثر سلسلة من الأخطاء والسقطات ..وحتى الشكاوى ضد إعلامي مهني من طراز رفيع مشهود له بالكفاءة.
الزميل الصفدي الليبرالي التوجه، والذي جيء به مستشارا إعلاميا لجلالة الملك بمهمة واضحة ومحددة وهي ترتيب البيت الإعلامي الأردني وإنهاء حالة الاستقطاب داخله ، متهم اليوم بأنه ساهم بإذكاء هذه الحالة غير المرضي عنها إطلاقا لدى البلاط الملكي.
فسياسة الإقصاء والانتقاء والتجاهل التي اتبعها الصفدي تجاه إعلاميين من الصف الثاني والثالث ورؤساء تحرير أسبوعيات إضافة إلى ملاك وناشرين لمواقع الكترونية ، خلقت جيشا من الأعداء والمتربصين بالصفدي- على كثرتهم- .
اليوم ثمة من يحصي سكنات وحركات الصفدي تسخينا لهجوم إعلامي حاد يعيدنا الى مشهد مشابه كان فيه رئيس الديوان الملكي الأسبق الدكتور باسم عوض الله احد شخوصه.
وبعيدا عن بدعة المائة يوم التي تحولت الى لعنة ترافق عمل كل المسؤولين الكبار في الدولة ، فان مؤشرات كثيرة بحسب مراقبين تدل على ان أيام الزميل الصفدي وآخرين من أصحاب المناصب الرفيعة باتت معدودة خاصة وإنها تجاوزت المئة يوم بكثير ، لكنها قد لا تتجاوز تاريخ التاسع من حزيران الجاري وهو يوم عيد الجلوس الملكي حيث يتوقع الأردنيون خطابا غاية في الأهمية من جلالة الملك.
وبجردة حساب سريعة لما أنجزه الصفدي فان سجله يخلو تماما من أي انجاز مهم، على الأقل فيما يتعلق بالمهمات التي كلف بها من قبيل المراجعة العامة للإعلام الأردني ووقف السجال والتراشق الإعلامي ، وكف يد ولسان الصالونات السياسية عن استغلال الصحافة في معاركها.
ويفسر إعلامي صديق ، غياب الصفدي عن الظهور العلني مع جلالته في مناسبات كثيرة على انه مؤشر مهم غاب عن أذهان الكثيرين ممن يجيدون مهارة الالتقاط في الوسط الصحفي الأردني.
الحادثة الأبرز والأكثر مفصلية في قرار إعفاء الصفدي المتوقع من منصبه .. هي حادثة تخفي الملك الأخيرة ، تقول المعلومات المتوافرة أن القصر الملكي الأردني فضل التعاطي مع أنباء زيارة التخفي تلك بتكتم واضح لإنجاح أهدافها .
الا ان تسريب المعلومة الى احد المواقع الالكترونية خرق المحظور وحول الأمر الى “بروباغندا اعلامية” وهو الأمر الذي لم يرده جلالته إطلاقا،لأن غاية الملك من التخفي كانت التثبت من قيام الجميع بواجباته طبقا لتقاليد ومقتضيات الوظيفة العامة خدمة للبلاد والعباد.
وبحسب المعلومات ذاتها فإن زيارة التخفي الملكية الأخيرة لم تكن هدف الملك الأول والأخير وأنه على الأرجح زار مؤسسات أخرى.
الأمر الآخر الذي يزعج الملك هذه الأيام هو هذا النشاط المحموم لجماعة مناهضة(الوطن البديل) ، فالأردن في الرؤية الملكية أكبر من أن يختصر في بيان حاقد ، وأقوى من أي هزة تتوالى ارتداداتها كلما تحركت الماكينة الإعلامية الإسرائيلية لمناكفتنا عبر حكاية الوطن البديل وجعل الأردن وطنا للفلسطينيين.
(لا يوجد في قاموسنا شيء اسمه الوطن البديل).. عبارة أطلقها الملك للجميع لكن الذين التقطوا فحواها وفهموا مضامينها قلة، رغم ان المدعين لفهم رسائل الملك كثر،وحقيقة انزعاج جلالته هو تلك ” الثلة” من النخب والرموز والإعلاميين الذين يناهضون أي مشروع تنموي أو أفكار معدة للإصلاح السياسي عبر تحويل الوطن البديل إلى شماعة يعلقون عليها مبررات التردد والتعطيل .
الصفدي المحسوب أصلا على التيار اللبرالي لم ينجح كما يبدو في المهمة الأبرز وهي تقليم أظافر التيار المحافظ إعلاميا .. هذا التيار الذي لا يجيد أيا من وسائل التكتيك سوى المشاغبة والتشويش عبر اللطم وشق الأثواب وتجنيد أبواق إعلامية لخدمة اغراضها، في حين ان الرؤية الملكية لمستقبل الأردن تقوم على التعاطي مع التحديات بجدية وحرفية عبر ثقافة ” تقديم الحلول”.
المفضلات