نددت وكالة ليبيا برس باستمرار احتجاز السلطات الأمنية عشرة من صحفييها منذ مساء الجمعة، في وقت نفت فيه هيئة تحرير صحيفة أويا -التي تتبع هي وليبيا برس لمؤسسة الغد المقربة من سيف الإسلام القذافي ابن الزعيم الليبي- أي علاقة لها بطبعة اليوم الأحد من الصحيفة التي كانت أوقفت بالتزامن مع اعتقال الصحفيين.
واستنكر بيان أصدرته الوكالة وحصلت الجزيرة نت على نسخة منه، استمرار احتجاز الصحفيين وبينهم أربع نسوة، واصفا الحجز بأنه غير قانوني ومخالف للأعراف والمواثيق الدولية التي وقعت عليها ليبيا.
وشجب احتجاز أربع صحفيات "الذي يعد -فضلا عن مخالفته القانونية- أمرا معيبا ومشينا للغاية واستهتارا بقيم المجتمع الليبي ومبادئ الثورة التي كرمت المرأة ورفعت من شأنها" على حد قول البيان.
وأكدت الوكالة أنها تعمل بشكل رسمي داخل ليبيا وفق اللوائح المنظمة للعمل الإعلامي في البلاد، وأنها حصلت على موافقات رسمية من قبل هيئة الإعلام الخارجي لتغطية القمم والأنشطة التي شهدتها ليبيا مؤخرا.
ودعا البيان للإفراج الفوري عن المعتقلين العشرة، وهم فايز سويري ومفتاح الصغير وإبراهيم الصغير ومازن إدربيكة ومراد بن عمار وإيمان المهذب وديان بن مالك والتهامي بلعيد وهدى الغيطاني وسوزان الغيطاني.
كما عقد الصحفيون لقاء اليوم في الرابطة العامة لصحفيي طرابلس ناشدوا فيه قائد الثورة الليبية معمر القذافي التدخل لإطلاق الصحفيين المحتجزين.
أويا صدرت الأحد بشعار معدل (الجزيرة نت)
تزوير أويا
وقبيل اعتقال الصحفيين كانت السلطات الليبية منعت صحيفة أويا من الصدور في موعدها المقرر كل خميس، وبدلا من ذلك صدرت اليوم الأحد بتسمية مختلفة هي "صباح أويا" موقعة باسم رئيسة التحرير إيناس حميدة وعلى الصفحة الأولى تنويه بأن أسبابا فنية بحتة حالت دون صدور الصحيفة في الموعد.
وقالت رئيسة تحرير الصحيفة للجزيرة نت في تصريح عبر الهاتف إنه لا علاقة لها بإصدار عدد اليوم، ولم تشرف على أي صفحة فيها، ووصفت ما حدث بأنه خرق للقانون.
وقالت حميدة إن العدد المفترض أن يطبع الخميس الماضي سلمت نسخته للمطابع المملوكة للهيئة العامة للصحافة -التي تطبع الصحيفة وتشرف عليها المؤسسة العامة للثقافة- مساء الأربعاء لكنه لم يصدر لأن أمرا من أمين اللجنة الشعبية أوقف الطبع.
وأكدت أن لا علاقة لها بالتعديلات التي حدثت في الصحيفة أو تغيير الشعار، وأنها لم تكن على علم بما حدث ولم تستشر فيه، ووصفت ما حدث بأنه استيلاء على مواد لصحيفة أويا وإصدار هذه المواد باسم صحيفة أخرى لا علاقة لها بالمسمى الأول.
وعند سؤالها عن سبب منع الصحيفة قالت إنه لا يوجد سبب معلن لذلك وإن كانت قد رجحت أن يكون للأمر علاقة بالافتتاحية التي دعت فيها الصحيفة إلى تنفيذ فكرة "الاقتحام النهائي" التي سبق أن نوه بها الزعيم الليبي في كلمة ألقاها بمدينة مصراته بين من يعرفون برفاقه.
يذكر أن شركة الغد للخدمات الإعلامية تمتلك صحيفتي أويا (طرابلس) وقورينا (بنغازي) ووكالة ليبيا برس للأنباء وقناة المتوسط الفضائية، وتعد شركة الغد الذراع الإعلامي لسيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات