حذرت كاتبة إسرائيلية من خطورة عدم الانتباه الإسرائيلي إلى النبرة الغاضبة التي تطغى على كلمات جلالة الملك عبد الله الثاني في الآونة الأخيرة كلما تحدث عن إسرائيل وحكومتها.
وقالت الكاتبة الصحافية الشهيرة في صحيفة "يديعوت" الإسرائيلية، إن إسرائيل تمر في ظروف لا تحسد عليها، بعد أن أغلقت مصر الباب في وجهها، داعية إلى معالجة الأمور مع الملك عبد الله قبل أن يسد الأردن هو الآخر الباب في وجه إسرائيل.
وبينت بيري أن سبعة عشر عاما منذ توقيع اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل في وادي عربة، والتي تمر ذكراها في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، لم تستطع أن تحقق سلاما حقيقيا بين البلدين.
وأضافت "انظروا كيف يطير الزمن: في الشهر المقبل سيكون قد انقضى 17 عاما على اتفاق السلام مع الأردن. وبدل (أن يطيّر الأردنيون البالونات الملونة والحمائم التي أُطلقت في المراسم المؤثرة في وادي عربة، فإنهم سيتظاهرون"ضد اتفاقية السلام.
وحاولت الكاتبة تلمس فداحة الوضع الذي وصلت إليه العلاقة بين البلدين بطرح أسئلة استنكارية كثيرة، أبقتها معلقة من دون إجابات.
وقالت "من ذا يتذكر متى حادث الملك عبد الله نتنياهو؟ ومن انتبه إلى أنه لا يوجد سفير أردني في تل أبيب منذ سنتين؟ ومن يهمه عندنا ان الملك مستشيط غضبا، ولا يضيع فرصة لتوجيه انتقاد على كل من يصرون على القول إن الأردن هو فلسطين، أو أولئك الذين يقولون إنه آخر الهاشميين في القصر، وأن الدولة الفلسطينية ستنشأ داخل مملكته"!
وحذرت الكاتبة من أن الوقت ينفد، وأنه لا بد من سرعة التحرك، داعية حكومتها إلى "استرضاء" الملك عبد الله قبل فوات الأوان. وقالت "يجب الآن أن نجري خلفه قبل أن يغلق الباب. لكي لا يجد الإسرائيليون أمامهم بابا آخر مغلقا بعد مصر".
وقالت الكاتبة إن "الأردن هو العمق الاستراتيجي الأمني لدولة اسرائيل. وإذا كنا لم ننس الاختراق العنيف لسفارة إسرائيل في القاهرة فلا يجوز أن ننسى كيف عرف القصر الأردني صد الاختراق الذي خُطط له بنفس الأسلوب لسفارتنا في عمان".
وحول الخطوة الفلسطينية الأخيرة المتمثلة في محاولة إعلان الدولة عن طريق الأمم المتحدة، أكدت الكاتبة أن "الملك عبد الله لم تؤثر فيه إجراءات أبو مازن. فهو يعرف كيف يقرأ باراك أوباما، وهو يعرف ايضا ان كل عطسة في الضفة الغربية تُحدث حمى خطرة عنده في الضفة الشرقية".
وقالت إنه وبرغم مغادرة الملك عبد الل نيويورك قبل خطاب بنيامين نتنياهو، فإنه، بلا شك، "سمعه يدعو أبو مازن إلى اللقاء هنا الآن وفورا". مؤكدة أن الملك يريد أن يسمع من نتنياهو على ما يبين أنه مستعد لمواصلة المسيرة السياسية.
ودعت الكاتبة مرة أخرى نتنياهو إلى استرضاء الملك عبد الله، وان يجتهد في أن يكون وسيطا بين الفلسطينيين وإسرائيل. داعية في الوقت نفسه إلى أن يكون للأردن دور ومسؤولية في عملية السلام.
وختمت الكاتبة بالتأكيد على أن جعل الأردن وطنا بديلا للفسطينيين، هو كابوس للإسرائيليين بحد ذاته، يفوق كوابيس كثيرة تواجه الإسرائيليين في الوقت الراهن، مثل "انسحاب الجيش الأميركي من العراق، وفراغ الحكم في سورية وخطط حرس الثورة في طهران".
المفضلات