انتفاضة الشعوب العربية امتداد للمقاومة العراقية
الدكتور. صفاء العبيدي النقشبندي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه والتابعين وبعد: لقد أثبتت الشعوب العربية للعالم اجمع بالثورات الشعبية التي حدثت في تونس ومصر بأنها تصبر على الظلم ولكنها لا ترضى باستمراره ولا تقبل بأن يستمر الخطأ فإذا ثارت تكون بركانا ملتهبا او إعصارا عاتيا او سيلا جارفا لا يقف بوجهه شيء، فالدفاع عن الحقوق هو أمر مشروع لكل إنسان كما شرعه الله سبحانه وتعالى وأقرته كل المواثيق الدولية، فاثبت الشباب العربي أصالتهم العربية الحاملة لكل الأخلاق والمبادئ السامية، واثبتوا قوة إرادتهم في إثبات الحقوق وهذا كله مستمد من جهاد المقاومة العراقية وثباتها واستمرارها طول هذه السنين الماضية كما رأينا بعض اللافتات التي حملها ثوار الشباب المصري في ساحة التحرير مكتوب فيها (الانتفاضة المصرية تحيي المقاومة العراقية) وهذا يدل على مدى الترابط العربي العظيم وتأصل الشعوب على الرغم من محاولات الأعداء بتقطيع الأواصر بين الأقطار العربية، فقد كان ولا زال للشباب دور فاعل في الجهاد ضد المحتلين، لذا كان من حكمة قيادة جيش رجال الطريقة النقشبندية ان جعلت في منهجها تدريب الأشبال على الأسلحة التي يستطيعون حملها والتعامل معها وتعليمهم العقيدة الصحيحة وتعليمهم أصالتهم العربية وحب وطنهم والدفاع عنه فتخرجت بفضل الله تعالى دورات كثيرة أظهرت قسما منها إصدارات جيش رجال الطريقة النقشبندية المرئية والتي تطل علينا اسبوعيا وتظهر قسما منها القنوات الفضائية وتفرح قلوبنا وتغيظ أعدائنا، لذا كان جهاد المجاهدين الصادقين مثالا رائعا لمقاومة الظلم والاستبداد والثبات على الحق، وهذا الأمر أصبح متبادلاً بين المقاومة العراقية وانتفاضات الشعوب فالكل اليوم يستمد القوة من الاخر والكل اليوم مصرون على التخلص من احتلال الظالمين والكل يحاول ان يثبت الاخر في ساحة جهاده لكي تعود للعرب هيبتهم ومكانتهم الاولى التي ظن أعداء الاسلام الذين وضعوا ونفذوا خططا بذلك أنهم استطاعوا طمسها ودفنها في نفوس الشعوب العربية الاسلامية الاصيلة فخاب المخططون والمنفذون لهذا المخطط وخسئوا، وذلك لان العرب مؤيدون من الله سبحانه وتعالى بالنصر والتأييد ووراثة الارض لقوله تعالى في كتابه العزيز: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) سورة الانبياء 105 وباعتبار أرضهم ارض الأنبياء والصالحين ومهبط الوحي ونزول الكتب السماوية، فالخير كل الخير بالعرب لان الرحمة المرسلة للعالمين صلى الله عليه وسلم عربي (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) سورة الانبياء 107 وهو الذي بشرنا بالفتح فعن عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((سَتُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا الله ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهَا الله قَالَ جَابِرٌ فَمَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ))،«رواه ابن ماجه»، فالمطلوب في هذه المرحلة ان يعرف ابناء العروبة مكانتهم الحقيقية واصولهم العظيمة وفضلهم على الناس اجمعين فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يوصي احد صحابته العظام بوصية عظيمة فعَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ((يَا سَلْمَانُ لا لا تَبْغَضْنِي فَتُفَارِقَ دِينَكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله كَيْفَ أَبْغَضُكَ وَبِكَ هَدَانَا الله قَالَ تَبْغَضُ الْعَرَبَ فَتَبْغَضُنِي))،«رواه الترمذي»، وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ((مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لمَ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي وَلَمْ تَنَلْهُ مَوَدَّتِي)) ،«رواه الترمذي»، عن علي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من لم يعرف حق عترتي، والأنصار، والعرب فهو لأحد ثلاث: إما منافقا، وإما لزنية، وإما لغير، وإما لغير أي حملته أمه على غير طهور))،«رواه البيهقي في شعب الإيمان ،» فهذه الاحاديث وردت لتبين لنا مكانتنا بين الناس مما يستوجب علينا الحفاظ عليها والدفاع عنها والتضحية من اجلها بكل ما نستطيع ((وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)) “آل عمران 126”، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
المفضلات