ما هي الذكريات ؟
اسم ؟ فعل ؟؟
مبتدأ .. أم خبر ؟!
أين هي من قواعد صرف اللقاء ونحو الفراق ؟
ومتى تنصب على الحنين ؟
وأين تجر بالقسوة ؟!
ولم دائما تحاصرني على وزن الشتاء ؟
وترفعني برائحة ياسمين ظاهر على الشوق !
ذكريات خالدة ..
أستعيدها من قرصنة تدابير الحياة
سخر منها الواقع .. أم لم يسخر ، تستمر بالظهور
مهما أخذت مني الأيام
بلا غضب مني
ولا سعي منها أو إليها
سارقة كل عمري
سأبقى أكتفي به ذكرى !
تختبئ أحيانا خلف زحام الأيام
لكنها باقية حقيقة سرية في الداخل لا يراها احد
وبين : دفئ ذكرى
وبرد واقع
على مسافة الاحتراق من وحشة حنين
تحاصرني وتسلبني كل الحواس
فأعود ..
في وقت ضائع من اليوم اجلس إليها
وكأنني خائفة ان انسى بعض تفاصيلها .. بدل خوفي عليّ منها !
أسمعه ..
اريده ان يمنحني عمرا من الاصغاء
فأقول كل ما لم يسمعه عني
أشم رائحته ..
أطوقها في جسمي وأنقشها بحناء دمعي على صدره
يأتيني ما ان اجلس في زاوية من ذكريات ابحث عن الجنون
قال : سيأتي يوم ونفترق
داريت يومها عنه حزني وخوفي
سرقت كلماته مني لغتي
ونزلت على قلبي حرفا فحرفا من وجع
دائما قال الحقيقة !
تأملته كثيرا وكأنني كنت أرسم ملامحه على انعكاس روحي
أجففه حتى يرجع لموسمه !
كيف كان يبتسم
يضحك
يجلس
يغضب
كيف كان يعشقني
كيف كان يأخذ خصلة من شعري في صلاة
ويزفر !
لا زلت أراه يراقب جنوني بهدوء رجل يعرف أن الجنون أنثى
إلى اليوم ، في دنيا الذكريات ، لم نفترق
ها غيابه عن الشتاء
مناسبة متجددة أن أركض إليه
أمد يدي نحوه
أشده إلى صدري على مرأى من ارتجافي
أضع تحت رأسينا مخدة واحدة من الاكتفاء
وفوقنا غيوم وأمطار تحمينا من اجتياح البرد !!
ألمس أصابعه التي عشقتها دوما ،
أتحسس بياضا تخلل شعره عن هنا وهناك
ألاصق وجهه بوجهي ليصير مستحيلا أن اصدق بأننا على فراق
مثقلة بالعشق في هذه اللحظة من عناق
عناق النار والخشب
أعود طفلة في حضوره
يركض عليها الجمر
فتلتهب امرأه مكتملة الأنوثة !
ألتقيه على شرفة التمرد خروجا عن المألوف
لن اقبل ابدا بأنه مر بي سريعا
بالله ! كيف نستطيع الا ان نخلد مثله ذكرى ؟
ضياع أن سُلِب مبكرا
قسوة أن تبقى بداخلي حقيقة سرية
هي : هو .. بكل اتساعه رجولة !
قسوة أختار ابدا العودة إليه في ساعات متأخرة من الادراك
مواظبة نفض النسيان عنه
مواظبة أن أدق نافذته
يؤلمني استفزاز حضور تفاصيله
أبقى على انتظار أن ألقاه في عالم آخر
يسألني : عرفتني ؟!
لأجيبه : وهل عرفت سواك !؟
المفضلات