هناك على قارعة الذكرى
جلست أرتشف فنجان الذكريات الممزوجة بوهج من أمل وشعلة ألم
مع كل رشفة كنت استشعر مرارة ولكنها كانت محببة
إذ أن طعمها يختلف كليًا عن تلك القهوة التي تعودت شربها برفقة والدتي،
فتلك علي أن أضيف لها قطعًا من السكر
أما هذه
فلا
لاتحتاج لأي إضافة.
حركت فنجاني بين يدي أتأمل صفحته ولا أدري لما علت ابتسامة محياي
لتعانقها دمعة سقطت سهوًا
فأنا لم أكن أنوي ذلك أبدًا ،
رفعت رأسي وأشحت النظر
وكأنني ابحث عن ضالة لي
عادت تلك الابتسامة تطفو على السطح من جديد
أأخدع نفسي
ماذا أفتقد
لمَ أتأمل أطياف الغابرين
أأهرب
أم أستجدي الموتى ليبعثوا من جديد
واختنق الأكسوجين
وشهقت رئتاي تستنجدان
كدت أن أموت
ولكني لم أمت
ورشفت أخرى لكنها توقفت تأبى الدخول
لتدق ناقوس الخطر
فستاني الجميل وذراعا والدي تطوقاني
قد مر عام
لالا
إنها أعوام
لم يعد أبي موجودًا
بل متواجد
ولكن
لم استشعر لذة العبور في أيامه
غصة
أو ربما أكبر
أمي أريد ماءًا
أنقذيني
بدا السواد يقطب حاجبيه
لا
وأمي غارقة في النوم
لم تسمع النداء
رفعت بصري للسماء وهنا
هنا اكتفيت
بقلمي
ورق
المفضلات