مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم .. يقول
د. سميح خوري - عظام الانسان مع الكبر والشيخوخة تقل كثافتها وتضمر قوائمها، وتتسع قنواتها، وتضعف القوائم الضامة لها، وتقل كمية بلورات الكلس بها، ولكنها مع ذلك لا تتفتت بل تنثني، فيتقوس الظهر وتتحدب قوائم واعمدة الفقرة الظهرية التي تحافظ على شكلها وارتفاعها.
والقول» هشاشة العظام» ليست مناسبة، لأن مفهومها هو تفتت العظام، فمن الاصح ان نقول وهن العظام الذي هو تعبير عن ضعف صلابة العظام مع تقدم السن،
ووهن العظام مع تقدم السن، ينتج عن اسباب متعددة متراكمة، تساعد بعضها بعضا، فمع كبر السن، تقل حيويتنا وتضعف شهيتنا للأكل، وتفتر حركتنا فلا نأخذ في غذائنا ما يلزم من الكالسيوم ليترسب في العظام ولا من فيتامين d اللازم لامتصاص الكالسيوم والفسفور من الامعاء وترسيبه في العظام. وايضاً مع كبر السن تقل الهرمونات البناءة للعظام في الجسم.
في سن اياس المرأة، يقل تخزين الكالسيوم في العظام، نتيجة نقص هرمون الاستروجين الذي يفرزه المبيض، وبالتالي تستمر عمليات الهدم، وتخرج املاح الكالسيوم من العظام، وتبدأ معاناة المرأة من هشاشة العظام.
خلال العشر سنوات الاولى من انقطاع الطمث تفقد المرأة 10-20% من وزن عظامها وكثافتها، ثم تزيد النسبة بتقدم العمر حتى تصل المرأة التي بلغت سن الإياس حتى تصل الى مرحلة مرضية واصعبها سهولة كسر العظام، وعندما تصل المرأة الى سن الخامسة والستين تكون قد فقدت ثلث كتلة العظام التي كانت لديها قبل انقطاع الطمث، وعندما تبلغ سن الخامسة والسبعين تكون قد فقدت حوالي 50% من كتلة وكثافة عظامها بينما تكون النسبة في الرجل 25% عندما يصل الى سن التسعين مثلاً.
ويظهر وهن وهشاشة العظام بصورة واضحة في العظام الصغيرة وغير الطويلة مثل عظام الساعدين والرسغين والقدمين وفقرات الظهر.
التعويض الهرموني بهرمون الاستروجين يعوض ما يفقده جسم المرأة من هذا الهرمون في سن الاياس، وثبت ان هذا الهرمون يقلل الى حد كبير مقدار تواتر وشدة الهبات الحارة في الوجه، ويحسن حالة جفاف المهبل، كما انه يحمي من الاصابة بترقق العظام، فاعطاء هرمون الاستروجين للمرأة في سن الاياس، يمنع ترقق العظام عن طريق تأثيره في العظم بالطرق التالية:
اولاً: يثبط نشاط الخلايا التي تعمل على اتلاف العظم.
ثانياً: للاستروجين تأثير ايجابي مباشر على الخلايا البنائية للعظم.
ثالثاً: يخفض من تسرب مادة الكلس عن طريق المهبل.
رابعاً: يزيد من امتصاص مادة الكلس، حيث يحسن التوازن في مستوى الكلس ويمنع تسربه من العظم، فوجود هرمون الاستروجين في حدوده الفسيولوجية يزيد من احتباس الكلس والفوسفات، وبذلك تزداد القدرة في بناء المادة العظمية.
هناك سؤال يطرح دائماً من قبل المرضى، هو: هل يجب تناول الاستروجين لمدى الحياة؟ من المنطقي ان تتناول المرأة التي بلغت سن الإياس، الاستروجين مع هرمون البروجيسترون ولو لفترة طويلة على شرط ان تستشير الطبيب بين فترة واخرى، وقد نجد بعض النسوة ينقطعن عن تناوله حالما يشعرن بتحسن ملحوظ لحالتهن، وتصرف كهذا، دون أخذ رأي الطبيب، يعتبر طبياً غير سليم.
فالعلاج الطويل الأمد، يعتبر علاجاً وقائياً يمنع او يقلل حدوث جلطات قلبية، وايضاً ضمور الاعضاء التناسلية.
هناك حالات على الطبيب ان يتروى في اعطاء الهرمونات، ولكن مع شيء من الحذر، مثل الاصابة بمرض القلب، وجود عروق الدوالي، والصداع النصفي، والحالات التي يستثنى فيها وصف الاستروجين، سرطان الثدي، وكما تؤكد بعض الاحصائيات الطبية، ان النساء اللواتي يتناولن هرمون الاستروجين لأكثر من خمس سنوات، يزيد خطر تعرضهن للاصابة بسرطان الثدي.
منقول عن الرأي
المفضلات