[img]http://www.**********/up/uploads/images/jr-7-fb12fcd9cf.gif[/img]
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ *
وَمِن شَرِّ النَّفَّـثَـتِ فِى الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.
صدق الله العظيم
البسملة تقدم الكلام عليها.
{قل أعوذ برب الفلق}
رب الفلق هو الله، والفلق: الإصباح. ويجوز أن يكون أعم من ذلك
أن الفلق كل ما يفلقه الله تعالى من الإصباح، والنوى، والحب.
كما قال الله تعالى:
{إن الله فالق الحب والنوى}
وقال:
{فالق الإصباح}.
{من شر ما خلق}
أي من شر جميع المخلوقات ومنه النفس ، لأن النفس أمارة بالسوء، فإذا قلت من شر
ما خلق فأول ما يدخل فيه نفسك، كما جاء في خطبة الحاجة
«نعوذ بالله من شرور أنفسنا»،
وقوله: {من شر ما خلق}
يشمل شياطين الإنس والجن والهوام وغير ذلك.
{ومن شر غاسق إذا وقب}
الغاسق قيل:
إنه الليل.
وقيل:
إنه القمر، والصحيح إنه عام لهذا وهذا، أما كونه الليل،
فلأن الله تعالى قال: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل}
[الإسراء: 78].
والليل تكثر فيه الهوام والوحوش، فلذلك استعاذ من شر الغاسق أي: الليل.
وأما القمر فقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن النبي صلى الله عليه وسلّم
أرى عائشة القمر.
وقال:
«هذا هو الغاسق»
وإنما كان غاسقاً لأن سلطانه يكون في الليل.
وقوله:
{من شر غاسق إذا وقب}
هو معطوف على {من شر ما خلق} من باب عطف الخاص على العام،
لأن الغاسق من مخلوقات الله عز وجل وقوله: {إذا وقب} أي: إذا دخل. فالليل إذا دخل
بظلامه غاسق، وكذلك القمر إذا أضاء بنوره فإنه غاسق، ولا يكون ذلك إلا بالليل.
{ومن شر النفاثات في العقد}
{النفاثات في العقد}
هن الساحرات.
يعقدن الحبال وغيرها، وتنفث بقراءة مطلسمة فيها أسماء الشياطين على كل عقدة تعقد ثم
تنفث، تعقد ثم تنفث، تعقد ثم تنفث، وهي بنفسها الخبيثة تريد شخصاً معيناً،
فيؤثر هذا السحر بالنسبة للمسحور. وذكر الله النفاثات دون النفاثين؛ لأن الغالب أن الذي
يستعمل هذا النوع من السحر هن النساء،
فلهذا قال: {النفاثات في العقد}
ويحتمل أن يقال: إن النفاثات يعني الأنفس النفاثات فيشمل الرجال والنساء.
{ومن شر حاسد إذا حسد}
الحاسد هو الذي يكره نعمة الله على غيره، فتجده يضيق ذرعاً إذا أنعم الله على
هذا الإنسان بمال، أو جاه، أو علم أو غير ذلك. فيحسده
ولكن الحسّاد نوعان:
نوع يحسد ويكره في قلبه نعمة الله على غيره، لكن لا يتعرض للمحسود بشيء، تجده مهموماً
مغموماً من نعم الله على غيره، لكنه لا يعتدي على صاحبه.
والشر والبلاء إنما هو بالحاسد إذا حسد. ولهذا قال: {إذا حسد}.
ومن حسد الحاسد العين التي تصيب الُمعان يكون هذا الرجل عنده كراهة لنعم الله على الغير
فإذا أحس بنفسه أن الله أن
المفضلات