بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي وأحبتي ...
اسمحوا لي اليوم أن أخرج عن نطاق الرياضة وهمومها ، إلى موضوع آخر استفزني ولم أستطع أن أمسك زمام نفسي أكثر ، وأتمنى أن يتسع صدر الإشراف ويسامحني على خروجي على التعليمات ، فالأمر أكبر من طاقتي على التحمل ، فالكلمات في داخلي تصارعني وتساومني بين خروجها وخروج روحي .
بداية اسمحوا لي أن أوجه تحية خالصة لكل فرد من أفراد الدرك الأبطال ، لكل نشمي ترك وراءه أماً تتراقص الفرحة في عينيها كلما أقبل عليها فلذة قلبها مرتدياً بذلة العز والفخار ، ولكل أسد خلف وراءه زوجة وأطفالاً وهب لتلبية نداء الوطن المقدس ، وليقوم بواجبه في خدمة وحماية المواطن ويسهر على أمنه ، ولكل غضنفر نذر روحه فداء لتراب الوطن الأعز والأغلى . أوجه لهم جميعاً تحية من مواطن أردني أبت الظروف إلا وأن تحرمه من أن يتنسم هواء وطنه كل صباح ، وأن يتصبح بوجوه هؤلاء النشامى الأبطال .
وتحية خاصة لذلك الجبل الشامخ ، الذي صمد في وجه الرياح والأعاصير ، وتكسرت عند سفحه أمواج الكذب والنفاق والضلال ، ذلك الحسام الصارم الذي قطع لسان كل أفاق أشر ، تحية لسيدي الفريق ( حسين باشا المجالي ) ، ذلك الرجل المخلص لله ولوطنه ولمليكه ، والمؤمن تماماً برسالته ويقوم بواجبه على أتم وجه ، ذلك الرجل الذي يعمل بعيداً عن الأضواء مدفوعاً من ضمير ما زال يضج بالحياة ، ذلك الرجل الذي اصطادته كميرات وكالات الأنباء في عتمة الليل يساعد رجلاً مسناً في دفع سيارته المعطلة بيديه بكل تواضع جميل ، ذلك الرجل الذي كان يترك أهله في رمضان ليشارك أفراد الأمن العام طعام إفطارهم في أكشاكهم البسيطة .
تحية خالصة له و لكل النشامى والنشميات في هذا الجهاز الرائع .
ولكني ذلك لا يمنع أن أسجل عتبي الشديد هنا على ( أخو خضرة ) ، الذي وقف ومجنديه في وجه الفرصة التاريخية لتحرير فلسطين ، وأضاعوا علينا حلماً اقترب من الحقيقة حتى أصبح على بعد أمتار من نواظرنا . وحرمنا من أن نصلي الجمعة القادمة في باحات الأقصى المقدسة . عندما هبت الجماهير المجحفلة ، وأعدت لليهود ما استطاعت من يافطات وسماعات وهتافات ، وعقدوا النية لاقتحام الأراضي المحتلة ، وأن لا يمنعهم من تحرير تل أبيب أي مانع ، لكنهم فوجئوا بهجوم صاعق من رجال الدرك بدد كل أحلامهم ، ووقف في وجه طموحاتهم ومخططاتهم . فلماذا يا سيدي هذه القسوة ، ولماذا رددتهم دون تحقيق ما خططوا له أياماً وليالي .
عذراً إخوتي على الأسلوب ، لكنها والله قمة الاستفزاز من جماعات أشبعتنا كذباً ونفاقاً ، وللأسف الشديد جعلوا من جهاز الأمن العام ومديرية الدرك حجة لهم ، وهدفاً لهم يصوبون نحوه سهام شرورهم وادعاءاتهم كل مرة ، وروجوا إفكهم في وكالات الأنباء وفضائيات الدينا كلها ، فأساءوا لوطن احتضنهم كما تحتضن الأم الرؤوم رضيعها . وضربوا اليد التي امتدت لهم بالخير ، ولا نمن على أحد ، فلله وحده المنة والفضل . ولكنه الشعور بالغبن والجحود .
لذلك أعتب على الفريق حسين المجالي الذي وقف في وجوه هؤلاء ، وحماهم من شرور أنفسهم ، ومنعهم من إلقاء أنفسهم إلى التهلكة بأيديهم . وجنبهم ما جرى لإخوة لنا على حدود سوريا ولبنان مع الكيان الصهيوني الغاشم ، عندما لم يجدوا عاقلاً يردعهم ، وسقط منهم ما سقط من القتلى والجرحى .فكان جزاؤهم أن وصفوهم بأبشع الصفات ، وشبهوهم باليهود الذين يقتلون الأبرياء . فكم تمنيت يا سيدي لو أنك فتحت لهم السبل ويسرت لهم الطرق للوصول للحدود ، وسحبت كل أسودك ، وأعدتم ليتمتعوا بإجازة مع أبنائهم وأهاليهم ، لنر هؤلاء الشجعان ، كم سيعبر منهم ، هؤلاء الذين ( قطعوا الحجازين ) وهم يحاولون الوصول للحدود . فصدقني سيدي أن أغلبهم سينسحب مطأطيء الرأس ، وكل ينظر للآخر من طرف خفي ، ومن غلبته الشجاعة أو الحماقة وتقدم بضع خطوات أكثر فلسوف يدير ظهره لا يلوي على شيء عند أول رصاصة من الجانب الآخر ، عندها ستجنب نفسك ورجالك عناء التعامل مع هذه النوعيات ، وستسلم من ألسنتهم وافتراءاتهم . وسينفضحون ويتعرون أمام العالم أجمع .
لا أدري ماذا كان وكيف كان يفكر هؤلاء ! فهل يعقل أن يسكت اليهود على من يحاول أن يقتحم الحدود ، وهل كانوا يتوقعون أن يقابلوهم بالورود ، وهل لديهم ما يحميهم من رصاص الصهاينة الجبناء من على رؤوس أبراجهم . وبكل تأكيد سيخرج أحدهم ويقول أن من يقتل فهو شهيد ، وهذا لغط كبير وسوء فهم ، فالله لا يأمرنا أن نقاتل اليهود قبل أن نعد لهم ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل ، ولم يمر معنا أو يقرأ أحدنا عن شهيد في صدر الإسلام ولا بعده هجم على الكفار بصدر عار وبدون سلاح واحتسبه من خلفه شهيداً . بل هو الانتحار بذاته ولو كان على يد العدو إن كان على هذه الشاكلة . وسيخرج آخر ويقول أننا لا ننتصر لا بعدد ولا عدة ، وأرد عليه نعم إن نحن نظفنا دواخلنا من الآثام وعدنا كصحابة الرسول – صلى الله عليه وسلم – في بدر وأحد ، أما ونحن مثقلون بذنوب تنوء عنها الجبال ، من شرك ظاهر وخفي ، وربا وزنى وتبرج وسفور وغيبة ونميمة وأكل حقوق الناس ، فكيف سينصرنا الله ويثبت أقدامنا .
أطلت كثيراً عليكم ، لكنها كلمات غلبتني فخرجت ، وحتى لا أطيل أكثر فخلاصة الكلام :
فيا جنود الوطن ، يا رجال أبا الحسين الأوفياء ، لا عليكم مما قيل ولا تلتفتوا لأقاويل الزور والبهتان ، فالحق دائماً يعلو ولا يعلى عليه .
ويا أيها المطالبون بالعودة ، كفاكم كذباً ونفاقاً ، فوالله لقد مللنا منكم ومن قيئكم اليومي على صفحات الانترنت ، فاتقوا الله وليسأل كل امرء منكم نفسه سؤالاً داخلياً
هل أنا صادق بما أهتف به ؟؟؟
هل إذا انفتح باب للعودة سأعود ؟؟؟
وجرب أن تصدق مع نفسك مرة ، وعندها قرر ماذا ستفعل .
ودام عزك يا وطني ووقاك الله شرور الحاقدين
منقول من الفيصلي نت
للاخ الغاالي ابوعبد الرحمن
المفضلات