الرياض - ا ف ب - دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز دول مجلس التعاون الخليجي أمس الى تجاوز مرحلة التعاون الى الاتحاد في «كيان واحد» مشيرا الى انها مستهدفة في «امنها واستقرارها».
واضاف خلال القمة العادية للمجلس «لقد علمنا التاريخ والتجارب ان لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في آخر القافلة ويواجه الضياع وهذا امر لا نقبله جميعا لاوطاننا واستقرارنا وامننا، لذلك اطلب منكم ان نتجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد في كيان واحد».
لكن الملك عبد الله بن عبد العزيز لم يحدد شكل الاتحاد او الآلية التي سيعتمدها او المراحل اللازمة لذلك.
ويبحث القادة شؤون السوق الخليجية المشتركة وخصوصا الاتحاد الجمركي والاتحاد النقدي في ظل استمرار تعثرهما.
وتطغى على اعمال القمة التي تستمر حتى اليوم الثلاثاء الاضطرابات في الدول المحيطة والمخاوف من ازدياد النفوذ الايراني وخصوصا في ظل الانسحاب الاميركي من العراق وتداعيات ما قد يسفر عنه من فراغ امني.
وفي هذا السياق، قال الملك عبدالله «نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة ولا شك انكم جميعا تعلمون باننا مستهدفون بامننا واستقرارنا، لذلك علينا ان نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا».
واضاف في اشارة الى سورية على ما يبدو «من الواجب علينا مساعدة اشقائنا في كل ما من شأنه حقن دمائهم وتجنيبهم تداعيات الاحداث والصراعات ومخاطر التدخلات».
وكان الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله صرح بان القمة ستتطرق الى «كثير من الاوضاع الراهنة التي تفرض نفسها كالعلاقات مع ايران والاوضاع في اليمن وسورية».
وكانت دول الخليج التي قررت سحب سفرائها من دمشق الصيف الماضي احتجاجا على قمع المتظاهرين دعت السلطات السورية مرارا الى «حقن الدماء» و»وقف الاستخدام المفرط للقوة»، كما رفضت طلب دمشق الشهر الماضي عقد قمة عربية.
والقمة هي الثانية والثلاثون للتكتل المتجانس الذي تأسس في ايار 1981 في خضم الحرب بين ايران والعراق، ويحضرها جميع قادة دول الخليج باستثناء الرئيس الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
ويناقش القادة الخليجيون خلال قمتهم ملفات شائكة كالعلاقات الصعبة مع ايران وتشابكها مع الاحداث في سورية والبحرين والعراق، في ظل ادوار متشعبة ومبادرات اقرها التكتل المتجانس في اليمن وغيرها منذ بدء حركة الاحتجاجات التي اطاحت بانظمة وما تزال تهدد اخرى.
وستشكل العلاقات الصعبة مع ايران نقطة مهمة خصوصا مع المخاوف التي اشار اليها العاهل السعودي والناجمة عن ازدياد نفوذ طهران في العراق مع الانسحاب الاميركي من هناك.
وكان مصدر رفيع في الامانة العامة لمجلس التعاون قال ان «القادة سيناقشون العلاقات مع ايران والمبادرة الخليجية في اليمن مؤكدين دعمهم لها» مشيرا الى انهم «سيبحثون شؤونا خليجية مشتركة مثل الاتحاد الجمركي والتعاون الاقتصادي».
المفضلات