سأكتب وجعي الليلة وأخبركم بعدها تحت السطور أن الأيام حين يخذلك الآخرون, كزفرة ريح تعبر الصحراء .. لا تزيدها إلا جفافا...
لأكتشف وأخبركم أيضا أن الأمواج التي تزيف وجه البحر لا تَمُتُ للماء بصلة فالرياح غصبا تصنعها ... تصفعها ... كما تفعل بوجهي في الليل البهيم الحالك بالظلمة والبئس ودموع الفراق...
ستقولون لي أنت دائماً تزف لنا الأحزان فقد تعودنا منك الحزن
ولكن لا لسان حالي يقول بل أنا من يحكي هذه الجريمة المقترفة في حقي
لن تفهموا شيئا مما قلت .. مما أردت أن أقول
سأحكيها الى كل من حرمهم الزمان من أن يموت الحب فيهم بعدما ولد فيهم من دون علم ولا اختيار ...
قالت وبكل بساطة قرار الرحيل وفراقك سأتخذه ولن أتراجع عنه مهما حاولت أن تفعل ..
لم تدرك هي بأن حروفها.. تضرب قلاع جذوة الحب الكبير ..ثم تلتهب حرقة وجعي الذي انتحر في مقلة الصمت .. فأحرقني وأحرق الصبر دمي واعتلى دمعة أحداقي ... وانتشى ..
قرأت على غياهب الحزن.. وفوق أشرعة قوارب الفراق.. وتحت طيات الثرى الذي يغشاني.. أن نشوة الحب تبدأ بسرعة ثم تنتهي بسرعة.. وأن أكثر ما في الحب من جمال.. هو ما يتركه في قلبك بعد الرحيل ..من شجن وألم وفراغ ولوعة...
أحسست أن الموت يلاعب الحلقوم.. وأن العمى طمس أعينِ.. وأن الفضاء يتيه من حولي كما تتيه النجوم قصية قبل شروق الشمس قليلا عند ميلاد الفجر...
استدارت الحبيبة عني, وعن عيوني, ينصحون بأن لا نكثر من اسقاط الملح على الجروح, وقد كانت مالحة جدا دموعي .. ثم قامت وحملت حقيبتها الصغرى وانصرفت بهدوء دون ان تودعني ولو بكلمة ..كان آخر كلامها أمامي فقط كلمة
ارجوان تنساني ياعبدالله وتنسى كل شيئ بيني وبينك؟
وكيف لي ان انسى تلك الصور وتلك الضحكات والكلمات الشاعرية
وقفت أتأمل في مكاني لم اعد أعرف القائم من الجالس
أنا مازلت في نفس المكان الذي ذقنا به حلاوة الحب وجنون الغرام وروعة الهيام
مازلت في نفس المكان الذي كانت تجمعنا به الليالي الشاعرية
مازلت أذكر نظرتك الساحرة وبسمتك الفاتنه ولمستك الحانيه
مازلت أذكر كلماتك الجميلة ومشاعرك الرقيقة وأحاسيسك المرهفة
كيف أنساك؟
أم أن ظنونك خدعتك وأوهمتك بانني نسيتك؟
ءأنساك بعد رحلة الحب الطويلة التي عشتها معك؟
ءأنساك بعدما ذقت كؤوس الغرام من بحور هواك؟
ءأنساك وقد أصبحت أغنيتي الجميلة التي أرددها في ذكراك؟
كيف أنسى من تحتل ملكات أفكاري وتسكن في أعماق أعماقي؟
كيف لي أن أنسى هذا الحب ؟
هل تعلمين أنني لو أدرت أن اصف هذه المشاعر ؟
فماذا أصف ماذا تعبر عن الشمس في رابعة النهار وعن القمر في جنح الظلام
وعن الأمل في محيط اليأس وعن العلم في غمرات الجهل.
يالله كم هو كبير هذا الحب فهذا غيض من فيض
وتمضي ذاكرتي تحثني ، للخلف عدْ ، فأعود
"كم من العمرِ سأعيش فيه ذكراكَ يا عمري؟
فلا أملك آنذاك إلا أن أتحسر وأتألم وتخرج مني زفرات تحمل معنى الحزن العميق .
نعم إنها زفرات الذكريات الجميلة، والصور القديمة ،بعد أن توارت وتحطمت ولم يبق منها سوى شيئ واحد .. ألم الذكريات
أقسم بمن علت كلمته وجعل الأرواح جنوداً مجندة لن أنساها طوال عمري .. لكن الذي واثق منه هذا اليوم أنه قد تحقق لها وعدي لها بأن تظل أجمل أسراري وألذ ألذ ذكرياتي التي وان مت أنا فهي أبدا لن تموت ....
اسمحلي ان اهديها الكلمات يا صاحبي
فأعرف انك لا تقوى على الكلام
المفضلات