الحقيقة الدولية – عمان – مصطفى الريالات
جاء حصول الحكومة على الثقة نتيجة لجملة من الامور وفي مقدمتها ان رد رئيس الوزراء والحكومة جاء واقعيا وموضوعيا ينتقي ما يمكن تنفيذه وتلبيته، من اجل عبور اختبار الثقة، حيث تعهد رئيس الوزراء في رده على المناقشات عدم رفع اسعار الكهرباء هذا العام الا في الظروف القاهرة والتشاور مع مجلس النواب في البدائل المتاحة التي تجنب الحكومة هذه الخطوة وبالتوافق والتشارك مع المجلس وانه لن يكون القرار منفرد وحصري بيد الحكومة .
ايضا وجود تيار نيابي دفع باتجاه منح الثقة للحكومة كونها جديرة بمنحها فرصة، مشيرين الى ان رئيس الوزراء سيكون حاسما وجادا نحو تطبيق برنامج حكومته.
تيار منح الثقة جاء يبرز كرديف لتيار نيابي مناهض للحكومة ويدعو الى اسقاطها كونها ادارت ظهرها للمجلس في موضوع مشاورات تشكيل الحكومة وعدم اشراك النواب فيها.
هذا التيار يلتقي تحت مظلته مجموعات نيابية تقاطعت مصالحها الذاتية وبدا القاسم المشترك بينها فقط هو هدف اسقاط الحكومة لتشكيل حكومة برلمانية منهم.
يلتقي تحت مظلة هذا التيار مجموعه من نواب التيار المحافظ والذي يجد نفسه خارج اطار اللعبة والمعادلة النيابية التي ترتكز على نواب يدعون للإصلاح والتغيير في الاشخاص و النهج ...ويلتقي ايضا مجموعه من النواب المعروفين بمواقفهم المتطرفة سياسيا من قضايا وطنية تعد ثوابت لا يتوجب تجاوزها .. ويأتي تحت مظلة هذا التيار فريق نيابي يأمل ان تسقط الحكومة وتشكيل حكومة برلمانية من بين اعضاء المجلس.
بالمقابل فان التيار النيابي الذي دعا الى منح الثقة للحكومة انطلق من جملة من المواقف ابرزها ان المناخ الراهن ليس مناخ مناكفة وتصيد، مؤكدين انهم يعملون كشركاء من اجل الاردن وليس كأضداد، وان امام المجلس والحكومة مهمة العمل من اجل الاردن كفريق واحد ونحو هدف واحد، وان يتفهم الجميع الظروف الداخلية والخارجية قبل ان يبلور احد موقفا ما دام الجميع ينطلق بموقفة مصلحة الاردن.
ويذهب ذات النواب في تعاطيهم مع استحقاق الثقة لجهة منحها للحكومة بالإشارة الى ضرورة اخذ الظروف الاقليمية الراهنة وتداعياتها على الاردن خصوصا الاحداث المتسارعة فيما يتعلق بالشأن السوري وبالتالي تستدعي المرحلة القادمة عدم تحميل الدولة أي ازمات اضافية قد يتسبب بها موقف المجلس من عدم منح الثقة للحكومة.
المفضلات