التقارير الواردة التي تنقلها وكالات الانباء من ساحة مسجد رابعة العدوية بالقاهرة مفزعة وتدعو للقلق بل هي تثير الرعب والتساؤل حول الاهداف الحقيقية التي تريد جماعة الاخوان المسلمين في القاهرة تحقيقها عبر هذه الفوضى التي تشيعها في الاراضي المصرية سواء في الارهاب الآخذ بالتصاعد في شبه جزيرة سيناء وسقوط العشرات من المجندين العسكريين وافراد الشرطة والمدنيين وخصوصاً في منطقة الشيخ زويد أم في تحويل المظاهرات الى مواجهات مخططة مع الشرطة والجيش واستدراجهم بعد استفزازهم والتصويب عليهم بالخرطوش والزجاجات الحارقة والاسلحة البيضاء التي يحملها بلطجية الجماعة وحزب الحرية والعدالة.
ما يجري في مصر مخيف والمسؤولية تقع على عاتق الجماعة وقيادتها القطبية التي لم تهضم بعد ولا تريد ان تهضم انها قد خرجت من الحكم وأن من اخرجها هو الشعب المصري وملايينه التي تدفقت الى شوارع وميادين القاهرة وباقي المدن والبلدات في وجهي مصر القبلي والبحري.
لم تعد الأمور مبهمة أو خافية فجماعة الاخوان المسلمين كشفت عن وجهها الحقيقي من حيث عدم ايمانها بالديمقراطية وكانت السنة اليتيمة التي قضتها في الحكم كفيلة بكشف مدى ظلامية هذه الجماعة ونزق مكتب ارشادها الذي كبّل الرئيس الذي انتدبوه في قصر الرئاسة واداروا ظهورهم للشعب المصري ولم يكلفوا خاطرهم بأن يحلّوا مشاكله الاقتصادية او الاجتماعية او يسعوا الى تخفيف معاناته والحد من بطالته وجوعه وانهيار الخدمات والمرافق وتآكل اجوره والارتفاع الجنوني في الاسعار التي يجنيها الحيتان الجدد وعلى رأسهم خيرت الشاطر صاحب سلسلة الاسواق الاستهلاكية الكبيرة (المولات) وحسن مالك وغيرهما الذين جاؤوا ليرثوا احمد عز وعصابة جمال مبارك.
تخطئ جماعة الاخوان في مصر وباقي الجماعات في العالم العربي إذا ما اعتقدت ان الصخب والعنف والارهاب سيعيد ساعة مصر الى الوراء, فزمن الاخوان قد مضى وإذا كانوا يعتقدون انهم يتوفرون على شعبية فها هي خريطة الطريق التي تواضع عليها ممثلوا المجتمع المدني المصري وقواه الحية بمشاركة من مشيخة الازهر والكنيسة القبطية وعليهم ان يلتزموا قواعد اللعبة الديمقراطية ولا سبيل سوى الاصغاء الى صوت الشعب والجنوح الى الحوار الذي يقود وبالضرورة الى المصالحة والى حماية السلم الاهلي وعدم السماح بزج مصر في حرب اهلية او اضعافها او تقسيمها على النحو الذي نسمعه في تصريحات مشبوهة بدأت تطل برأسها من سيناء وغير سيناء.
على الذين استمرأوا لعبة صخب رابعة العدوية وحولوا مسجدها الى غرفة عمليات عسكرية واختطاف المدنيين والجنود وتعذيبهم في مسجد القائد ابراهيم في الاسكندرية وقاموا باستئجار البلطجية والمخربين كي يتحرشوا بجيش مصر العظيم وشرطتها ان يثوبوا الى رشدهم وأن يتقوا الله في شعبهم فالأيام دول بين الناس وإذا كانوا ما يزالون يعيشون في اوهامهم وخزعبلاتهم بأنهم أهل الحكم واصحاب شعبية فالصناديق جاهزة وقريبا سيتم فتحها وسيراقبها العالم وعندها سيكون الجميع أمام امتحان النتيجة.
حمى الله مصر وشعبها وجيشها العظيم
المفضلات