احباب الاردن التعليمي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: إضاءة (الحب في الله)

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Mar 2009
    المشاركات
    1,356
    معدل تقييم المستوى
    17

    Wink إضاءة (الحب في الله)





    الحبُّ ما الحب؟ أساس العلاقات، وعماد الصداقات، و معقد الروابط، وصمام
    الوشائج، والعلاقة تكون في أوج مراتبها، وأسمى درجتها عندما تبنى على الحب.
    ونظراً لعظمة الحب،وعلو مكانته جعله الله تعالى قوام العلاقة القائمة بين الأخوة
    فيه؛ يقول سبحانه{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ
    عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ
    إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ومعنى أولياء أحباء يحب بعضهم بعضاً، وينصر بعضهم بعضاً. واقتضت
    سنة الله ألاَّ يكون الحب بين الأخوة على درجة واحدة قوةً، ومتانةً ، فمن المحبة ما تعد مثالاً

    يُدْهَشُ منها علواً، وصلابةً، وتضحية، ومنها ما هو دون ذلك منزلة، ومنها دون ذاك منازل،
    كما يقول الشاعر: والناس في الحب أخياف... . لأجل ذلك لم يطالب الإسلام- وهو ذلك
    الدين الخبير بأحوال النفس - بأن يكون حب المسلم لأخيه حبًا يتعدى حدود الطاقة، ويتجاوز
    ما لا تحتمله النفس البشرية، أو يشق عليها، وإنما جعل لهذه العلاقة الأخوية درجة دنيا
    لا ينبغي للمسلم أن ينزل عنها، وهي حفظُ الأخ لأخيه في ماله وعرضه، وتفادي هتك أسراره،
    وأستاره، ونصرتُهُ إن كان مظلوماً، وردُّهُ للحق إن كان ظالماً، ومشاركتُهُ في فرحه، وترحه...
    كما جاء في الحديث الثابت( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ
    وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ). وعلى المسلم أن يعطي هذه العلاقة حقها،
    ويفيها قدرها، كما جعل لهذه المحبة درجة عليا لا يصح تعديها، ولا يحق تجاوزها، فتعديها مظنة
    الإفراط، وتجاوزها أمارة الكلف، كما جاء في الحديث (أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ
    بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا )،
    و ورد في مشهور حكم الفاروق( لا يكن حبك كلفًا، ولا بغضك تلفًا)، فالأخوة
    مبدأ قيم أصيل واقعي ما دام وسطًا، فلا إفراط ولا تفريط، ولا مغالاة ولا مجافاة
    . و تبادل الحقوق عامل مهم في استدامة الأخوة، وتعميقها، فكما يحب أحدنا
    أن يسمع طيب القول من أخيه عليه أن يُسمع أخاه ذلك، وكما يحب أن يزار، عليه
    أن يزور، وكما يتوجه إلى أخيه بالعتاب الخفيف عليه أن يهيئ نفسه لتقبل العتاب...،
    بل إن الأولى أن يكون هو المبادر إلى ذلك وأمثاله، والمبادئ لما يدخل السرور على أخيه،
    ويقوي من علاقتهما، ولا ينتظر من أخيه أن يسبقه لذلك، لأنه يفعل ذلك ابتغاءً للأجر،
    والتماساً للمثوبة أولًا. و ليس من الجيد أن نرفع سقف آمالنا ومتطلباتنا من أخواننا؛
    لأن بعضاً من هذه الآمال قد لا يتحقق، ولأن طلب الكمال، والمثالية بعيد المنال،
    عزيز التحقق، والإسلام دين الواقعية التي تعترف ببشرية الإنسان، وقصوره عن بلوغ
    الكمال في كل شيء. وما الصورة السوداوية- التي رسمها الشاعر العربي- وغيره
    كثير-عن الخل الوفي بقوله :لما رأيت بني الزمان وما به/ خل وفي للصداقة أصطفي.
    فعلمت أن المستحيل ثلاثة/ الغول والعنقاء والخل الوفي. والتي أضحت حاضرة في
    أذهان بعضنا عند ذكر الأخ أو الصديق- إلا نتيجة للمثالية المحلقة في سماء الخيال،
    والسقف المرتفع الذي يلامس السحاب أو يكاد. ولئن كانت العلاقات بين الأخوة قد
    يعتريها بعض الكدر، وينتابها بعض التغير، فيشعر أحدهما بأنه يبذل الكثير، ولا يبادل
    بالبذل نفسه، أو حتى بالقليل منه، ويعطي المودة والصفاء، ولا يجد إلا الجفوة والصدود
    إن المؤمن الواعي – في هذه الحالة – لا يتصرف بسلبية حيال هذا الموقف، بل يتفاعل
    معه على من أنه من الأمور المتوقع حصولها، ويتعامل معه على أنه من الحوادث التي
    قد تقتضيها طبيعة الإنسان، فيهيئ نفسه لذلك، ولما هو أعظم منه، ويستمر في
    بذل حق الأخوة ، ويستشعر دائماً أن أداءه لحق الأخوة ليس لذات الشخص بقدر
    ما هو أداء لواجب شرعي يثاب عليه، فإن ذلك أجدى نفعاً من أن يبادل الجفاء بالبعد
    والصلف، والسلبية بمثلها. ولا ريب أن التصرف بالإيجابية المذكورة سيأتي ثماره
    ولو بعد حين، {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي
    بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }.
    أخلقْ بذي الصبر أن يحظى بحاجته/ ومدمنِ القَرْعِ للأبواب أن يلجا. على أن الإنسان
    إذا لحظ من أخيه تقصيراً دائماً في واجب الأخوة، فلا تثريب عليه في إخباره، ونصحه،
    وعتابه عتاباً لطيفاً خفيفا، فلعله كان غافلًا عن تقصيره، فينتبه، و يعيد ماء الوصال
    رقراقًا يروي دوحة الأخوة والصداقة، فتثمرة محبةً ووفاءً وعرفانًا تعين على تجاوز مراحل
    الحياة ومفاوزها، وتضفي عليها لمسات من الجمال تخفي شيئًا من تجاعيد الحوادث،
    وتنسي بعضًا من جراحات الزمان.

    الكاتب:
    الأستاذ/ طالب بن علي بن سالم السعدي

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jan 2008
    الدولة
    مقبرة الاحزان وبوح المشاعر وصمت الشفاه
    العمر
    40
    المشاركات
    14,651
    معدل تقييم المستوى
    31
    يسلمو خيتو بارك الله فيكي
    ان شاء الله في ميزان حسناتك

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586670
    بارك الله فيك ,,وجعل ماسطرته يمناك
    في ميزان حسناتك يوم القيامه
    ولاحرمك الاجر والمثوبه ,,

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Mar 2009
    المشاركات
    1,356
    معدل تقييم المستوى
    17
    شكرا على مروووووركم الراااائع

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    40
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474974

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Feb 2009
    المشاركات
    6,527
    معدل تقييم المستوى
    266220

  7. #7
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    00(00(

    جزاك الله كل الخيرفى ميزان حسناتك
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Mar 2009
    الدولة
    وراء عيوني المفمضه
    المشاركات
    6,527
    معدل تقييم المستوى
    5711677
    فعلمت أن المستحيل ثلاثة/ الغول والعنقاء والخل الوفي

    مشكوره

    جزاك الله خيرا

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Jun 2008
    الدولة
    في عصر المتنبي
    المشاركات
    19,092
    معدل تقييم المستوى
    230635
    جزاك الله والكاتب خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك

  10. #10
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Mar 2009
    المشاركات
    1,356
    معدل تقييم المستوى
    17
    [IMG]http://abeermahmoud07.***********/711-regards-AbeerMahmoud.gif[/IMG]

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. إذاعة عن الحب في الله - اذاعة كاملة عن الحب في الله
    بواسطة A D M I N في المنتدى اذاعة مدرسية 2020/ 2021
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-10-2016, 08:04 PM
  2. بالفيديو : لحظة إضاءة رابع اكبر مسجد بالعالم بشكل مذهل 16-12-2015
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-12-2015, 06:45 AM
  3. حرارة الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
    بواسطة A D M I N في المنتدى السيرة النبوية الشريفة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-08-2014, 08:41 PM
  4. الفرق بين الحب في الله والحب مع الله
    بواسطة ابو عبد الله محمود في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 20-11-2011, 01:57 PM
  5. مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-06-2010, 04:04 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك