التقى الرئيس بشار الأسد يوم الثلاثاء، عائلة الشهيد حمزة الخطيب، حيث قدم الأسد التعازي وتناول تفاصيل الحادثة، مؤكدا تشكيل لجنة للتحقيق بالموضوع بشكل مفصل للوصول إلى الحقيقة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن والد الشهيد حمزة قوله إن "الرئيس الأسد قدم التعازي وتناول تفاصيل الحادثة"، مبينا أن "الرئيس الأسد وعدنا بتحقيق المطالب التي طلبناها مع الشعب، ووعدنا أيضا بإجراء إصلاحات في البلاد ستنفذ ابتداء من الغد، وتصب كلها في مصلحة المواطنين".
وكان الطفل حمزة الخطيب من بلدة الجيزة التابعة لمحافظة درعا استشهد بتاريخ 29 نيسان الماضي، عند خروجه مع مجموعة من المتظاهرين، وسلم لذويه في 25 أيار 2011، وبعد تسليم جثته، أثار مقطع فيديو للجثة نشر على موقع "يوتيوب" الرأي العام، حيث أظهر المقطع آثار طلقات على الجثة المنتفخة، بالإضافة إلى كسر في رقبته، وقطع عضوه التناسلي.
إلا أن رئيس رابطة الأطباء الشرعيين أكرم الشعار كان نفى آثار التعذيب، مبينا أن جثة حمزة لم تظهر عليها أية آثار تعذيب عند معاينتها، والمنطقة التناسلية كانت سليمة.
وقال الشعار إن الجثة كانت تعود لفتى بدين، معتدل الطول، حنطي البشرة، وظهرت على الجثة عدة إصابات بطلقات نارية، ولم يكن يوجد على سطح الجثة أو عنقها أية آثار تعذيب، والناحية التناسلية سليمة، لافتاً إلى أنه لم يكن هناك أي كسر في الرقبة وتحريكها بسهولة في الفيديو الذي بثته المحطات الفضائية كان نتيجة لمرور عدة أسابيع على الوفاة.
وبين أن صور الجثة عند المعاينة ليست بحوزته وهي موجودة في الإدارة السياسية للقوات المسلحة.
بدوره قال عم الشهيد حمزة إن "الإعلام لا يهمنا بقدر اهتمامنا بأن تكون الحقائق صحيحة وكاملة"، مضيفا أنه فيما يخص جثة الشهيد حمزة استلمناها أصولا من المشفى الوطني في درعا، وما عرض كان كله موثقا بتقرير صحيح للطب الشرعي تمت كتابته في النيابة العامة، ولدينا صورة عنه، وما تبقى من إجراءات ستكون ضمن تحقيق كامل".
وأشار إلى أن "الرئيس الأسد أكد تشكيل لجنة للتحقيق بالموضوع بشكل مفصل للوصول إلى الحقيقة، وعز عليه استشهاد حمزة وكأنه ابنه".
وأصدر وزير الداخلية اللواء محمد الشعار قرارا يقضي بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة معاون وزير الداخلية وعضوية كل من مدير إدارة الأمن الجنائي والنائب العام العسكري وقائد الشرطة العسكرية ورئيس فرع التحقيق في إدارة الأمن الجنائي، بهدف كشف كل الملابسات، التي أحاطت بهذه الحادثة، وعرض نتائجها أمام الرأي العام على أن تباشر لجنة التحقيق أعمالها ابتداء من يوم الثلاثاء، وتقدم نتائجها خلال أيام.
وكان أحد أقارب الفقيد قال على قناة فضائية إن الطفل تعرض لتعذيب وتم قطع عضوه التناسلي، وكسرت رقبته، ولم يكن مصاباً بأي طلق ناري لحظة اعتقاله، مشيرا إلى أن حمزة تم اعتقاله مع عدد كبير من الناس عند مساكن صيدا، ولم يكن مصاباً لحظة اعتقاله بحسب ما أكد أهل القرية.
وتشهد درعا منذ أكثر من شهرين ونصف أحداثا اتسمت باستخدام السلاح وإطلاق النار على المدنيين والعسكريين، تزامنت مع تحركات شعبية في المحافظة ترفع مطالب سياسية ومعاشية وتنادي بالحريات.
وكان الجيش دخل إلى مدينة درعا استجابة لاستغاثة أهالي درعا لإعادة الهدوء والأمن إليها، وذلك بحسب مصدر مسؤول، قبل أن يتم الإعلان مؤخرا عن بدء الخروج التدريجي لوحدات الجيش من المدينة.
وتشهد العديد من المدن السورية عدة مظاهرات منذ نحو شهرين ونصف تنادي للحرية والإصلاح، تتركز أيام الجمعة، تزامن خروج بعض المظاهرات بحوادث إطلاق نار من قبل جماعات مسلحة راح ضحيتها عشرات القتلى من المواطنين وعناصر في الأمن والجيش.
سيريانيو
المفضلات