عدد قتلى الأردنيين بالرصاص الطائش يفوق عدد ضحايا النيران الصديقة بالجيش الأمريكي
الأردن: القصر ضد "رصاص الفرح".. وخطوات من طراز جمع الأسلحة وإخضاع المناطق "المتمردة" قريبا.. شاهد الفيديو
ثلاثة قتلى برصاص طائش مع خمسة جرحى جراء الاحتفال بنتائج الثانوية العامة.. خسارة فادحة جدا في يوم واحد لم يقبلها حتى القصر الملكي الذي استدعى الاسبوع الماضي نخبة من اركان القرار والدولة في اجتماع خاص قادة الملك عبدالله الثاني شخصيا ورسالته كانت واضحة: اوقفوا هذه المهزلة واتخذوا الاجراءات الضرورية.
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
الاجتماع حضره مدير جهاز الشرطة ووزير الداخلية ورئيس الوزراء ووزير العدل ومدير المخابرات العامة ورئيس الديوان الملكي، والهدف من تحشيد كبار المسؤولين هذا هو اعلان الحرب على مظاهر الاستخدام العبثي للسلاح عند الشعب الاردني وتحدي ظاهرة اطلاق العيارات النارية والمفرقعات التي تنتج عنها خسائر كبيرة سنويا ماديا وبالارواح.
بعد ايام قليلة من الاجتماع الذي اطلق حملة يرعاها الملك شخصيا هذه المرة للتصدي لظاهرة اطلاق الرصاص في الشوارع فرحا او غضبا بدأت سلطات الحكام الاداريين تتحرك حيث القي القبض على 12 شخصا في مدينة الكرك جنوبي البلاد بتهمة الاطلاق غير القانوني للرصاص في احتفالات مفترضة.
وزير العدل في الحكومة يبدو ان لديه مهمة قريبا تتمثل في اطار تشريعي يغطي حملة صلبة وشرسة متوقعة ليس فقط ضد اطلاق الرصاص بالاحتفالات ولكن ضد جمع السلاح غير الشرعي وهي حملة ستكون معقدة من الناحية اللوجستية والاجتماعية والسياسية.
ومن الواضح ان ادارة الامن العام بدأت بتلاوة الدرس على الهدف فقد صرح مصدر مسؤول فيها لصحيفة "الغد" بانه لا يوجد في قاموس الامن الاردني شيء اسمه "منطقة امنة" او لا يمكن الاقتراب منها او لا يستطيع الوصول اليها. الرسالة هنا واضحة تماما فالمناطق التي يتحدث عنها الامن تسمى بالمناطق المحرمة وهي معروفة بتجارة صنفين من الممنوعات المخدرات والسلاح، لذلك يعتقد ان اقتحام هذه المناطق من ضمن الاستراتيجية التي امرت بها القيادة لاخضاع المتمردين على القانون وللتصدي لظاهرة السلاح غير الشرعي او إطلاق العيارات النارية بمناسبة وبدون مناسبة.
اذا الاستراتيجية المعلنة ليست مجرد دعوة لوقف اطلاق الرصاص بالافراح، في مؤسسات سيادية يتحدثون عن مأزق تسببه الاسلحة بين يدي الناس خصوصا وان الاردني يميل لاطلاق النار اذا غضب او اذا فرح ويتحدثون كذلك عن "حماية" اجتماعية يحظى بها بعض المتمردين على القانون وتجار السلاح.
ولا توجد ارقام احصائية دقيقة لكن يعتقد ان النزيف الدموي يطال عشر وفيات على الاقل سنويا تحت بند اطلاق الرصاص فرحا في الاعراس مع عشرات الحرائق بطبيعة الحال التي تشعلها المفرقعات والضحايا بكل الاحواء ابرياء ولا علاقة لهم بالامر مثل رجل ستيني قرر النوم على سطح المنزل فاستقرت رصاصة من حي مجاور اطلقت بفرح في قلبه وهو نائم.
لكن وعي الناس بمسألة اطلاق الرصاص مسألة حيوية فعدد الاردنيين الذين يموتون "بنيران صديقة" على حد تعبير احد الوزراء في الحكومة يفوق عدد العسكريين الامريكيين الذين يموتون بنفس النيران سنويا، تلك مسألة خارج سياق روحية المجتمع الاردني الامن يقول مدير الامن العام اللواء حسين المجالي الذي يعتقد انه سيتصدى للجزء الاهم في الحملة المقبلة.
المصدر : الحقيقة الدولية -0 القدس العربي 18.8.2010
Share
[IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]
المفضلات