للحوار الحضاري آداب يراعيها كل طرف من الأطراف المتحاورة على حد سواء، أملا بالوصول إلى نتيجة هي جوهر هذا الحوار ومنفعته.
والحوار غير الجدل. فالجدل حلقة مفرغة. لذا فقد ارتأيت أن تكون فاتحة هذه الساحة مجموعة بنود في أدبيات الحوار، نسد بها الثغرات التي تضعف بنية الحوار في منتدانا. والله الموفق
أولا:
إخلاص النية لله تعالى.
وليعلم كل منا بأنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد. ولا ننسى بأن (قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب).
ثانيا:
محاولة استيعاب الآخر.
فلسنا كلنا من جيل واحد، ولا من جنس واحد، ولا نحمل الدرجة العلمية ذاتها. لسنا كلنا من بيئة بدوية، ولا كلنا أهل قرى، ولا كلنا من أهل المدينة. لسنا كلنا فقراء معيشتنا خشنة، ولسنا كلنا مرفهين معتادين على الكماليات والتنعم. فلا نغفل هذا الجانب، ما هو مهم جدا في نظر أحدنا قد يراه آخر بلا قيمة. فلا داعي لأن نقحم أنفسنا فيما لا يدخل في دائرة اهتمامنا.
ثالثا:
تحكيم العقل.
من المهم أن نعي بأن المشاركة ليست إجبارية. فقد يكون من الحكمة أن تقرأ الموضوع وتمضي دون أن تترك أي مشاركة. ولكن ليس من الحكمة في شيء أن نرد على كل المواضيع المطروحة وعندما لا نجد ما نرد به نقوم بإلقاء ما تيسر من الكلمات. سيكون وقع ذلك سيئا. لنفكر مليا قبل ترك بصماتنا.
رابعا:
التحلي بروح النقد.
لنسأل أنفسنا لماذا طرح الكاتب موضوعه؟ لا بد وأن حالة نفسية قد مرت به، فقدم ما قدم. لنحاول أن نتفهم هذه الحالات النفسية. فليس كل الكتبة مازحون. ولا كلهم غاضبون وحانقون. ولا كلهم يكتبون من أجل التسلية. ليس كلهم جروحهم قديمة ولا كلهم جروحهم حديثة. ربما يحضر الكاتب لرسالة دكتوراه أو ماجستير. ربما لندوة.
لنحاول أن نفهمه.
خامسا:
مراعاة لغة الحوار.
حسن الخطاب هو الركيزة الأهم في الحوار. هي ما تغرينا بالمضي قدما. وهي ما تجعلنا نحجم. فنحرص على أن تعكس لغتنا مستوى أخلاقنا وعلمنا ومستوانا الثقافي ومكانتنا الاجتماعية.
سادسا:
قراءة المشاركات بتأن ٍ وروية، قبل الحكم بصوابها وخطأها، وقبل الرد عليها لتكون ردودنا في أماكنها الصحيحة، بحيث يتمكن من يأتي بعدنا من أن يبني رأيه على قاعدة سليمة. فالحوار أشبه ما يكون بالبناء، لبنة فوق لبنة. فلنحرص ان يكون جدارنا متينا.
سابعا:
الاعتراف بالخطأ فضيلة.
أن نتراجع عن أخطائنا إذا ثبت لنا بأنا مخطئون. فهذا ليس من العيب في شيء، بل هو ثمرة الحوار الهادف. وإلا فلماذا نتحاور إذا كنا نريد المضي في أخطائنا.
ما دمنا نتحاور فالنتيجة يجب أن تكون منفعة، لصاحب الموضوع ولمن شاركوه الحوار. فلنحرص أن تكون ثمارنا كلها ناضجة وجيدة.
ثامنا:
البعد عن الاستطراد.
لا شيء يبعثر الأفكار ويفسد الحوار أكثر من الاستطراد. فلنحرص دائما أن تكون مداخلاتنا في صلب الموضوع. ولنبتعد عن القفز من موضوع لآخر، لأننا لن نصل إلى حيث ينبغي.
تاسعا:
البعد عن التزمت.
لا بأس في أن نذكر بعض الطرائف ذات الصلة بالموضوع، فالشيء بالشيء يذكر. ولا نغضب ونتهم كل مزحة وفكاهة بأنها سفه وخروج عن الموضوع.
لنكن قادرين على تحكيم أذواقنا ولنتمتع بروح الدعابة.
منقول للافادة
المفضلات