كتبت – سهير بشناق - اعلنت امس نتائج شهادة الثانوية العامة وفرحت قلوب كثيرة بنجاح ابنائها بعد ان بذلوا جهدا كبيرا خلال العام الدراسي في الدراسة والاستعداد النفسي لامتحانات التوجيهي فجاء نجاحهم شهادة فخر واعتزاز لاسرهم التي لا تجد بالحياة معنى للفرح يوازي نجاحهم.
وفي المقابل لذلك فهناك طلاب لم يحالفهم الحظ كما تمنوا فجاء تحصيلهم غير مرض لهم ولاسرهم مما اثار حزنهم الامر الذي ينعكس على سلوك اسرهم اتجاهم الذي لا يخلو من الغضب وتعنيفهم وتحميلهم المسؤولية لعدم نجاحهم او لاخفاقهم في بعض المواد.
وبالرغم من ان غضب بعض الاسر لعدم نجاح ابنائها او لعدم حصولهم على المعدلات التي كانوا يطمحون بها حق مشروع الا انها يجب ان لا تنعكس على تعاملهم مع ابنائهم وتحميلهم اعباء نفسية كبيرة.
الدكتور حسين الخزاعي استاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية اعتبر ان تعامل جميع الاسر مع نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لهذه الدورة الشتوية يجب ان يتصف بالاتزان والواقعية ، وعدم التركيز على معدل الأبناء وتجاهل مدى استعدادهم وجهدهم الذي بذلوه او لم يبذلوه للتحضير للامتحان.
واضاف الخزاعلة ان الدراسات التي أجريت في الأردن والمتعلقة في امتحان التوجيهي تؤكد أن الأبناء يدخلون الامتحان متوترين والسبب الرئيس في هذا التوتر هو الخوف من الامتحان وكيفية مواجهة المجتمع إذا كان المعدل يخالف توقعات الأهل ، كون الامتحان للأسف الشديد اصبح تنافسا اسريا بين الأهل والأقارب دون مراعاة الفروق الفردية للطلاب.
واشار الى ان معدل الابناء في الثانوية اصبح هو المهم دون الالتفات إلى قدرات الطلاب العلمية، والمقلق هو فترة الانتظار لإعلان النتائج وهي فترة مقلقة وصعبة عليهم لان الأجواء الأسرية تكون في حال ترقب ومتابعة لمعرفة نتائج الأبناء وان هذا القلق والتوتر يشعر ويتأثر به الأبناء لهذا ندعو الأهل أن لا يظهروا علامات التوتر عليهم.
وشدد الدكتور الخزاعي على اهمية تقبل الاسر للنتائج وإشعار ابنائها بان نتيجة الامتحان هي ثمرة جهد وتعب وثمار ما قدموه وعليهم ان يكونوا واقعيين في تقبل النتائج حتى يزيلوا مؤثرات الصدمة عن النتيجة مهما كانت وابعادهم عن مظاهر الغضب والنرفزة والتوتر محذرا من الافراط في اللوم على النتائج وإحباط الأبناء ودفعهم للتوتر والغضب كون غضب الأهل وانزعاجهم يؤثر على الابناء وخاصة عند قيام الاسر بإجراء مقارنات مع طلبة آخرين حصلوا على نتائج أعلى من نتائج أبنائهم مؤكدا اهمية الانتباه الى ان قدرات الطلبة تختلف من طالب الى آخر وهي مهمة في عملية التحصيل وعلى الأهل مراعاتها.
وطالب الدكتور الخزاعي الطلبة وهم محور الاهتمام بالتعامل مع النتيجة بواقعية والبعد عن مظاهر المبالغة في الفرح لمن حالفهم الحظ في النجاح ومراعاة شعور زملائهم الطلبة الذين لم يحالف أبنائهم النجاح او الحصول على معدلات كانت ضمن توقعاتهم وحساباتهم.
واشار الى ان الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح او الحصول على معدلات كانوا يتمنون الحصول عليها فعليهم عدم المبالغة في الحزن والندم فهذه النتيجة ليست نهاية المطاف فدورة الحياة لا تنتهي بالإخفاق في امتحان وان على هؤلاء الطلبة تكثيف جهودهم وبذل المزيد من الجهد والتعب والدراسة والمثابرة لتحصيل نجاح قادم.
وبين الدكتور الخزاعي اهمية تفهم الاهل لابنائهم وظروفهم النفسية بعد اعلان النتائج وان يكونوا رحماء معهم والتعامل مع النتائج بواقعية وعقلانية ومنطقية حفاظا على مشاعر أبنائهم وصحتهم ومستقبلهم وتجنبهم ارتكاب اي ردات فعل سلبية مع اهمية تشجيع الابناء للاستعداد من جديد لمواصلة الدراسة وتحقيق معدلات تناسب طموحاتهم وتوقعاتهم ومدى استعدادم وجهدهم وتحفيزهم لجعل نتائج هذا الامتحان عبرة وخبرة للمستقبل.
المفضلات