عن أبي هريرة قال : رسول الله صلي الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل : " أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت , ولا أذن ســـمعت , ولا خطر علي قلب بــشر ذخراً بله ما أطلعتكم عليه" صحيح : مسلم (2824/4) , ثم قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } [ السجدة :17] بله : بمعني غير وقيل اسم من أسماء الأفعال بمعني : دع .
عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه : " ألا مشمــر للجنة ؟ بأن الجنة لا خطر لها , وهي – ورب الكعبة – نور يتلألأ , وريحانة تهتز , وقصر مشيد , ونهر مطرد , وفاكهة كثيرة نضيجة , وزوجة حسناء جميلة , وحلل كثيرة في مقام أبد في جدة ونضرة , في دار عالية سليمة بهية , قالوا : نحن المشمرون لها يا رسول الله , قال : قولوا إن شـاء الله , ثم ذكر الجهاد وحض عليه " . الحديث ضعــيف : ابن ماجة (4332) في الزوائد في إسنـــاده مـقال فيه الضحا ك المعافري مجهول .
عن أبي سعيد الخضري : قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لابن صياد : " ما تربة الجنة " ؟ قال: در مكة بيضاء مسك يا أبا القاسم , قال : " صدقت " الحديث في صحيح مســـلم : (2928/92).
وعنه أن ابن صياد سأل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن تربة الجنة فقال : " در مكة بيضاء مسك خالص " . صحيح : مسلم (2928/93).
ابن المبارك قال : أخبرني معمر عن قتادة , عن العلاء بن يزيد , عن أبي هريرة قال : " حائط الجنة لبنة من فضة ولبنة من ذهب ودرجها اللؤلؤ والياقوت , كما قال : وكنا نحدث أن رضا ختها اللؤلؤ , وترابها الزعفران " . خبر صحيح : ابن المبارك (252) في زوائد الزهد.
قصيدة ابن قيم في وصف الجنة:
من كتاب حادي الأرواح
فلله ما في حشوها من مسرة % وأصناف لذات بها يتنعم
ولله برد العيش بين خيامها % وروضاتها والثغر في الروض يبسم
ولله واديها الذي هو موعد المزيد لوفد الحب لو كنت منهم
بذيالك الوادي يهيم صبابة % محب يري أن الصبابة مغنم
ولله أفراح المحبين عندما % يخاطبهم من فوقهم ويسلم
ولله أبصار ترى الله جهرة % فلا الضيم يغشاها ولا هي تسأم
فيا نظرة أهدت إلى الوجه نضرة % أمن بعدها يسلو المحب المتيم
ولله كم من خيرة إن تبسمت % أضاء لها نور من الفجر أعظم
فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت % ويا لذة الأسماع حين تكلم
ويا خجلة الغصن الرطيب إذا انثنت % ويا خجلة الفجرين حين تبسم
فإن كنت ذا قلب عليل بحبها % فلم يبق إلا وصلها لك مرهم
ولا سيما في لثمها عند ضمها % وقد صار منها تحت جيدك معصم
تراه إذا أبدت له حسن وجهها % يلذ به قبل الوصال وينعم
تفكه منها العين عند إجتلائها % فواكه شتى طلعها ليس يعدم
عناقيد من كرم وتفاح جنة % ورمان أغصان به القلب مغرم
وللورد ما قد ألبسته خدودها % وللخمر ما قد ضمه الريق والفم
تقسم منها الحسن في جمع واحد % فيا عجبا من واحد يتقسم
لها فرق شتى من الحسن أجمعت % بجملتها إن السلو محرم
تذكر بالرحمن بمن هو ناظر % فينطق بالتسبيح لا يتلعثم
إذا قابلت جيش الهموم بوجهها % تولي على أعقابه الجيش يهزم
فيا خاطب الحسناء إن كنت % راغبا فهذا زمان المهر فهو المقدم
ولما جرى ماء الشاب بغصنها % تيقن حقا انه ليس يهرم
وكن مبغضا للخائنات لحبها % فتحظى بها من دونهن وتنعم
وكن أيما ممن سواها فإنها % لمثلك في جنات عدن تأيم
وصم يومك الأدنى لعلك في غد % تفوز بعيد الفطر والناس صوم
وأقدم ولا تقنع بعيش منغص % فما فاز باللذات من ليس يقدم
وأن ضاقت الدنيا عليك بأسرها % ولم يك فيها منزل لك يعلم
فحي على جنات عدن فأنها % منازلها الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى % نعود إلى أوطاننا ونسلم
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى % وشطت به أوطانه فهو مغرم
وأي إغتراب فوق غربتنا التي % لها أضحت الأعداء فينا تحكم
حي على السوق الذي فيه يلتقي المحبون ذاك السوق للقوم تعلم
فما شئت خذ منه بلا ثمن له % فقد أسلف التجار فيه واسلموا
وحي على يوم المزيد الذي به % زيارة رب العرش فاليوم موسم
وحي على واد هنالك أفيح % وتربته من إذفر المسك أعظم
منابر من نور هناك وفضة % ومن خالص العقيان لا تتقصم
وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا % لمن دون أصحاب المنابر يعلم
فبينا هموا في عيشهم وسرورهم % وأرزاقهم تجري عليهم ونقسم
ذاهم بنور ساطع أشرقت له % بأقطارها الجنات لا يتوهم
تجلى لهم رب السموات جهرة % فيضحك فوق العرش ثم يكلم
سلام عليكم يسمعون جميعهم % بآذانهم تسليمه إذ يسلم
يقول سلوني ما أشتهيتم فكل ما % تريدون عندي أنني أنا أرحم
فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا % فأنت الذي تولى الجميل وترحم
فيعطيهم هذا ويشهد جميعهم % عليه تعالى الله فالله أكرم
فيا بائعا هذا ببخس معجل % كأنك لا تدري بلى سوف تعلم
فإن كنت لا تدري فتلك معصية % وإن كنت تدري فالمعصيبة أعظم
المفضلات