نـهاك عـن الـغواية ما نهاكا
.............وذقـت مـن الصبابة ما كفاكا
وطال سراك في ليلِ التصابي
............وقـد أصبحت لم تحمد سراكا
فـلا تـجزع لـحادثة الليالي
...........وقل لي إن جزعت فما عساكا
وكـيف تـلوم حـادثة وفـيها
.............. تـبين مـن أحـبك أو قـلاكا
بروحي من تذوب عليه روحي
............وذق يـا قلب ما صنعت يداكا
لـعمري كـنت عن هذا غنيا
...........ولـم تعرف ضلالك من هداكا
ضنيت من الهوى وشقيت منه
............وأنـت تجيب كل هوى دعاكا
فـدع يـاقلب مـا قد كنت فيه
............ألـست تـرى حبيبك قد جفاكا
لـقد بـلغت به روحي التراقي
............وقـد نظرت به عيني الهلاكا
فيا من غاب عني وهو روحي
..........وكيف أطيق من روحي انفكاكا
حـبيبي كيف حتى غبت عني
..............أتـعلم أن لـي أحـداً سـواكا
أراك هـجرتني هجراً طويلا
.............ومـا عـودتني مـن قبل ذاكا
عـهدك لا تطيق الصبر عني
............وتـعصي في ودادي من نهاكا
فـكيف تـغيرت تلك السجايا
...............ومـن هـذا الـذي عني ثناكا
فـلا والله مـا حـاولت عذراً
..............فـكل الـناس يـعذر ما خلاكا
ومـا فـارقتني طـوعاً ولكن
...............دهـاك مـن الـمنية ما دهاكا
لـقد حـكمت بـفرقتنا الليالي
............ولم يك عن رضاي ولا رضاكا
فـليتك لو بقيت لضعف حالي
...............وكـان الـناس كـلهم فـداكا
يـعز عـلي حين أُدير عيني
..............أفـتش فـي مـكانك لا أراكا
ولـم أر فـي سواك ولا أراه
..............شـمائلك الـمليحة أو حـلاكا
ختمت علي ودادك في ضميري
..............ولـيس يـزال مـختوماً هناكا
لـقد عـجلت عليك يد المنايا
...........وما استوفيت حظك من صباكا
فـوا أسفي لجسمك كيف يبلى
..............ويـذهب بـعد بـهجته سناكا
ومـالي أدعـي أنـي وفـيّ
............ولـست مـشاركاً لك في بلاكا
تـموت وما أموت عليك حزناً
...........وحـق هواك خنتك في هواكا
ويـا خـجلي إذا قـالوا محبّ
............ولـم أنـفعك فـي خطبٍ أتاكا
أرى الـبـاكين مـعي كـثيراً
...........ولـيس كمن بكى من قد تباكى
فـيا مـن قد نوى سفراً بعيداً
.........متى قل لي رجوعك من نواكا
جـزاك الله عـني كـل خيرٍ
.............وأعـلم أنـه عـني جـزاكا
فـيا قـبر الحبيب وددت أني
.........حـملت ولو على عيني ثراكا
سـقـاك الـغيث هـتاناً وإلا
........فـحسبك من دموعي ما سقاكا
ولا زال الـسلام عـليك مني
..........يـرف مـع النسيم على ذراك
المفضلات