بث التلفزيون السوري، مساء يوم الخميس، اعترافات ثلاثة أعضاء في مجموعات "إرهابية"، تم إلقاء القبض عليهم في محافظة درعا، بسبب الاعتداء على الجيش وقوى الأمن والمواطنين، وإطلاق النار على السيارات العابرة، وإحراق الأملاك العامة، في وقت صرح مصدر عسكري بأن وحدات الجيش في مدينة درعا تتابع مهمتها بملاحقة فلول "المجموعات الإرهابية المتطرفة المسلحة".
وأشار المدعو أحمد البلخي من محافظة درعا إلى أن لديه أخ يدعى مهند كان يطلعه على ما تنوي قيادة المظاهرات فعله في درعا لأنه كان على اتصال مع هذه القيادة، مضيفا أن أخيه أخبره في بداية الأحداث، عندما سأله عما إذا كانت المظاهرة مسلحة أم لا، أن المعارضة بالخارج تمد المتظاهرين بالمال وتنوي إمدادهم بالسلاح وهناك من هو مستعد لإرسال السلاح إلى منزله، وطلب منه إرسال قائمة بالأشخاص الموجودين لدي.
وقال البلخي إن "الشيخ أحمد الصياصنة والشيخ محمد المسالمة والشيخ ربيع والشيخ محمد اعلموه بأنهم جاهزون وأن كل شيء موجود".
وأضاف إن "دوري كان في أخذ مقاطع فيديو مفبركة وإرسالها لشخص يدعى أبو وسام في مساكن برزة"، مضيفا أن "هناك أشخاص خططت لحرق مبنى البلدية ومقر الحزب في قرية النجيح بمحافظة درعا، وذلك عندما تحتد الأحداث، كما خطط البعض لإحراق خيمة عسكرية تابعة لحاجز عسكري في القرية ذاتها".
وأوضح أن "قيادة المظاهرات في درعا كانت تنسق مع قيادة المعارضة في الخارج، وذلك عن طريق شرائح هاتف أردنية تجلب من مدينة الرمثا الأردنية"، مبينا أن "قيادة المظاهرات في درعا كانت على اتصال، بواسطة شريحة هاتف أردنية، بهيثم مناع، الذي قال أنه سيرسل مالا وسوف يتكفل بكل شيء، حتى أنه قال إن المال جاهز والسلاح جاهز، وطلب من كل شخص أن يعد قائمة بالأشخاص الذين عنده، عندما يستدعي الأمر".
ولفت إلى أنه "كان يتم التنسيق بين أفراد المجموعات كي يتم إبلاغ قيادات المظاهرات باسم أي شخص يتم توقيفه من قبل الأمن في درعا، وذلك كي يتم إرسال قائمة بأسماء هؤلاء إلى قيادة الأمن في دمشق، كي يتم الإفراج عنهم ضمن تلبية المطالب الأهلية والشعبية".
واعترف أنهم كانوا يتلقون التمويل من الخارج، حيث قال إن "أحد المشايخ في السعودية وآخر في الكويت، والذين يمتلكون أموالا طائلة، مستعدون لتمويل قيادة المظاهرات في درعا بالمال وبالسلاح".
ولفت إلى أن "الجامع العمري كان مركزا لعلاج المصابين بالمظاهرات حيث تم تموينه بالإسعافات الأولية من مواد معقمة وشاش وقطن ولاصق طبي تم جلبها من البيوت أو من الصيدليات المتواجدة في المدينة، حيث تم تجهيز ساحة الجامع كمشفى ميداني".
وأردف أنه "هناك شخص يدعى ابن طلال من بلدة قيراطا، ومعروف عنه أنه تاجر سلاح، وبحسب معلوماتي فإن الكثير من الأشخاص من درعا اشتروا منه كميات هائلة من السلاح".
فيما قال المدعو إبراهيم محمد عيسى شقير، من قرية الجيزة بالمحافظة إن "عدد من مشايخ القرية أطلقوا دعوات إلى الجهاد وطلبوا من الناس ألا يبقوا ساكنين، وأن يطالبوا بمطالبهم وأن درعا ليست أفضل منهم"، مضيفا أن "الشيوخ دعوهم للجهاد قائلين إن اللذين قتلوا ليس بأفضل منهم، وإنهم عندما يقتلون سيكونون شهداء".
أوضح كيف قام هو وأفراد المجموعة بإحراق مقر الحزب في بلدة الحراك، بعد أن جاءتهم أنباء تقول إن شخصا أصيب برصاصة هناك وأصيب ثلاثة أشخاص.
أما المدعو باسل فاروق عوض من القرية نفسها أشار إلى أنه كان مع مجموعة قامت بالتخريب والحرق، واعترف بأن هذه المجموعة قامت بإحراق مقر الحزب في القرية ذاتها، وأنه هو من قام بفتح الباب بينما قام آخرون بالدخول إلى المبنى ورمي عبوات البنزين ثم إشعال النار في المبنى.
ولفت المدعو باسل إلى أن عدد من المشايخ في القرية كانوا يحرضون الشباب بعد صلاة الجمعة للخروج في المظاهرات.
وكان التلفزيون السوري بث على مدى اليومين الماضيين اعترافات لخمسة أشخاص كانوا ضمن مجموعات مسلحة قامت بالتخريب والحرق، والاعتداء على المواطنين وقوى الأمن والجيش.
وتأتي هذه الاعترافات بعد أن عرض التلفزيون السوري منتصف الشهر الحالي اعترافات لـ "خلية ارهابية" اعترف أعضاؤها الثلاث بالعمل على التحريض على التظاهر وحيازة الأسلحة ومهاجمة مخفر للشرطة، بدعم من نائب لبناني من تيار المستقبل وحركة الإخوان المسلمين.
في سياق متصل، أشار مصدر عسكري مسؤول إلى أن "وحدات الجيش في مدينة درعا تتابع مهمتها بملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المتطرفة المسلحة والتصدي لها، مستعيدة الهدوء إلى أحياء المدينة والطمأنينة إلى نفوس المواطنين، الذين روعتهم جرائم تلك المجموعات الخارجة على القانون".
ودخل الجيش إلى مدينة درعا استجابة لاستغاثة أهالي درعا بعض وحدات الجيش تدخل المدينة لإعادة الهدوء والأمن إليها، وذلك بحسب المصدر المسؤول.
وتشهد درعا منذ أكثر من شهر أحداثا اتسمت باستخدام السلاح وإطلاق النار على المدنيين والعسكريين ، تزامنت مع تحركات شعبية في المحافظة ترفع مطالب سياسية ومعاشية وتنادي بالحريات.
وكان مصدر عسكري مسؤول، قال يوم الاثنين إن "وحدات الجيش تمكنت بمشاركة القوى الأمنية من إلقاء القبض على عدد من أفراد المجموعات الإرهابية المتطرفة بدرعا"، مضيفا إن "المواجهة أسفرت عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش والقوى الأمنية".
واتخذت الاحداث في اكثر من مرة شكل مواجهة بين مسلحين و قطعات من الامن الجيش دون الاعلان عن تفصيل تتعلق بالمجموعات التي تقوم باطلاق النار هناك.
في المقابل سقط عشرات الشهداء من المدنيين في اكثر من منطقة في درعا بحوادث اطلاق رصاص لم يعرف مصدره ، وتم تشكيل لجنة للتحقيق للكشف من كان وراء هذه الحوادث وتقديمه للعدالة.
واتهمت السلطات في بيان صادر عن وزارة الداخلية الأسبوع قبل الماضي جماعات سلفية باستغلال التحركات الشعبية وحملتها مسؤولية الأحداث في سوريا.
وبدأت الاحداث في درعا على خلفية اعتقال مجموعة من الاطفال والشباب من قبل احد الفروع الامنية في المحافظة اثر قيامهم بكتابة بعض العبارات على الجدران "تنال من هيبة الدولة".
وعلى خلفية هذه الحادثة واستجابة لمطالب الاهالي قام الرئيس بشار الاسد باقالة محافظ درعا ورئيس فرع الامن السياسي هناك واصدر مجموعة من المراسيم التي تلاقي بعض المطالب التي رفعت في المحافظة ، كما افرج عن كل الموقوفين على خلفية الاحداث.
وقام الرئيس الاسد بمقابلة مجموعة من وجهاء المحافظة واطلع على مطالبهم ، واصدر بعد هذا اللقاء ، ومثله من لقاءات مع لجان شعبية من اكثر من منطقة التقاها اثر تظاهر مواطنين في اكثر من مدينة ، مراسيم ترفع حالة الطوارئ وتلغي محكمة امن الدولة وتنظم عملية التظاهر في سوريا.
ولكن التظاهرات استمرت وانتشرت في اكثر من مدينة يوم الجمعة وكان اكبرها في محافظة درعا ، وشهدت كما في المرات السابقة ،هذه التظاهرات ، حوادث اطلاق نار راح ضحيتها العشرات بين مدنيين وعسكريين.
يشار الى ان عدة مدن سورية شهدت تظاهرات تنادي بمطالب عامة منذ اكثر من شهر الا انه تخللها احداث امنية ادت الى سقوط العشرات من القتلى ومئات الجرحى بين المتظاهرين وقوى الامن والجيش, فيما حملت السلطات السورية مسؤولية وقوع قتلى الى جماعات مسلحة.
سيريانيوز
المفضلات