رحلة الهروب من الواقع تؤدي الى غرق 21 مهاجرا مغربيا قبالة جزر الخالدات
قالت خدمات الطوارئ الإسبانية أمس الاثنين أن ما لا يقل عن 21 مهاجرا يُعتقد أنهم مغاربة غرقوا عندما انقلب قاربهم المكدس على بعد أمتار من أحد شواطئ جزر الخالدات المعروفة كذلك بجزر الكناري والواقعة في المحيط الأطلسي غرب الساحل المغربي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن متحدث باسم خدمة الطواريء أن سباحين وراكبي أمواج حاولوا الوصول إلى المهاجرين الذين كانوا يصارعون أمواجا عالية قبل وصول قوارب خفر السواحل إلى المكان الذي يبعد 20 مترا فقط قبالة شاطيء كوكوتيروس المطل على بلدة تيجيس في لانزاروت الساعة السابعة مساء أول أمس الأحد .
وإلى حدود أمس الاثنين انتشل خفر السواحل الإسبان 18 جثة مع محاولة لانتشال ثلاث جثث رأوها في المياه ويصعب الوصول إليها بسبب المنحدرات صخرية، وتعتقد خدمات الطوارئ أن نحو 28 شخصا بينهم كثيرون دون الثامنة عشر كانوا على متن القارب إلا أن المتحدث باسمها لم يمكنه تأكيد تقارير إعلامية أفادت بأن بعض الناجين فروا بعد وصولهم للشاطئ.
وذكرت صحيفة "البايس" الإسبانية أنه تم إنقاذ ستة من الركاب بفضل تدخل مجموعة من المتزلجين على الأمواج كانوا على الشاطىء ،ونقل خمسة من الناجين إلى المستشفى وهم يعانون من انخفاض حرارة الجسم ، وأوضحت المتحدثة باسم الشرطة الإسبانية أن المتزلجين "حملوا ألواحهم" وتوجهوا لنجدة الركاب حين رأوا من الشاطىء أن المركب يغرق ، وجاء في شهادة أوردتها صحيفة "البايس" ان هؤلاء المتزلجين المحترفين تحركوا بعد سماعهم صرخات استغاثة من الغرقى ، كما سعى سكان المنطقة من خلال إلقاء حبال وأطواق ، إلى نجدة الأشخاص الذين كانوا يغرقون غير بعيد من الشاطىء في منطقة صخرية يصعب الوصول إليها ، بحسب الصحيفة.
من جهتها أوردت جريدة القدس العربي اللندنية وبناء على مصادر بفرق الإغاثة الإسبانية أن المهاجرين الذين لقوا حتفهم مغاربة، مستندة إلى كون أن القارب انطلق، وفق المعطيات المتوفرة، من السواحل المغربية، والى كون ملامح الضحايا والناجين تدل على أنهم مغاربة.
وكانت السلطات الإسبانية تعتقد في البدء أن الأمر يتعلق بقارب أبحر من سواحل السنغال أو موريتانيا والتي عادة ما تحمل أكثر من مئة راكب، وكانت تنتظر مأساة أكبر كما حدث في بعض الأحيان عندما كانت مياه المحيط تبتلع قوارب ضخمة دفعة واحدة وتذهب بأرواح أكثر من مئة مهاجر.
وتعتبر هذه أول مأساة من هذا النوع خلال سنة 2009 وتأتي وقد تراجع نشاط قوارب الهجرة من المغرب نحو اسبانيا بشكل شبه نهائي بسبب الحراسة المشددة من طرف الدرك المغربي والحرس المدني الإسباني، علاوة على الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا والتي جعلت الشباب المغاربة يترددون قليلا قبل الرهان على الهجرة السرية لأنهم يدركون مسبقا أنهم سيكونون عرضة للبطالة والعيش في سرية تامة.
وعادة ما تحاول السلطات الاسبانية ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى البلاد عن طريق البحر من غرب إفريقيا في الغالب وكذلك من المغرب.
ووصل نحو تسعة آلاف مهاجر غير شرعي إلى جزر الخالدات العام الماضي أي ما يعادل ربع عدد المهاجرين الذين وصلوا إليها عام 2006 عندما نظمت اسبانيا دوريات بحرية وكثفت عمليات الترحيل.
المصدر : الحقيقة الدولية - وكالات 17.2.2009
المفضلات