بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من منا يستطيع العيش بلا أصدقاء وخلان وندماء ! .
أي بهجة للحياة إن خلت من أصدقاء يشاركوننا إياها ، نأنس بهم ونؤنسهم
نعطيهم ونأخذ منهم ، نهب إليهم لنشكو قسوة الأيام وتقلبات الدهر .
وقد أفرد الفلاسفة والحكماء في سمات الخليل ، وعددوا له صفات يجب أن يتحلى بها ، قبل أن نركن إليه بالوفاء .
لكنني أحببت أن أحذرك يا صديقي من صنف من الأصدقاء ، يهبط معهم الواحد منا ولا يرتفع ، ينغصون علينا حياتنا ، ويصبغون ايامنا بلون داكن قاتم كئيب .
نعم .. هناك صديق قادر في جلسة واحدة على تعكير صفو أيامك بآرائه المعوجة ،
وتضييق صدرك بشكوكه السوداء ، وخلق مساحة من التشاؤم في نفسك بقدرة عجيبة خارقة ! .
وهذا الصديق تعرفه بأوصاف عدة فهو كاره للبشر بصفة عامة ، قد يكون ناجح في عمله أو غير ذلك ،
لكنه أفشل الخلق في علاقاته الاجتماعية ، لا يستفيد منه من يعرفه شيئا سوي تسميم روحه بالعداء للبشر..
وسوء الظن فيهم...وتوقع الشر قبل الخير منهم، إلي جانب تشويه القيم وإنكار فضائل الآخرين..
إننا حينما نتحدث مع أشخاص متشائمون يحدث شيء عجيب ، حيث تختفي دائما أي بوادر للأمل وتنتشر فوق الرؤوس سحب التشاؤم واليأس ،
و لا تجود القريحة بأي شيء من التفاؤل أو المرح أو الأفكار والخطط الجديدة المبدعة .
فاهرب من هذا الصنف يا صاحبي وابتعد عنه ، وابحث عن ذلك الصديق الذي تحلق معه في آفاق الجمال ،
الذي يبث فيك كل حسن ، ويلهب مشاعرك دوما بكريم طباعه وأخلاقه .
ابحث عن الصديق الذي عناه الكاتب الأمريكي إيمرسون بقوله :
إنني أنشدُ صديقا يحرك حماستي وتفاؤلي تجاه الحياة ، ويشجعني علي أن أصنع ما أستطيع صُنعه،
ولست أريد صديقا يهبط عزيمتي بخمود روحه ويأسه من كل شئ فأنكص عن أداء ما أستطيع اداءه لو تحليت بصفة الحماس!.
ومما روي عن يوليوس قيصر أنه لم يكن يستقبل في بلاطه سوى أصحاب الوجوه الضاحكة المستبشرة ،
وكان حجته في ذلك أن الابتهاج عدوى كما أن الاكتئاب عدوى كذلك ! .
فانتقي أصدقائك يا صاحبي ، ولا تلقي بنفسك في فلك امرء متشائم ، سيء الطلعة والطالع .
فيضيق عليك حياتك الرحبة ، ويغطي عينيك عن رؤية جمال الكون وروعته .
المفضلات