بيروت- منال القبلاوي -رغم اختلاف جنسياتهم وظروف حياتهم، الا انهم يشتركون في قدرتهم على تحويل معاناتهم مع مرض السكري الى قصص نجاح ونماذج تحتذى.
هم محاربون حقيقيون ضد هذا المرض لكن قبل ذلك ضد نظرة المجتمع نحو مريض السكري. تم اختيارهم من قبل شركة سانوفي للادوية ليكونوا سفراء لمرض السكري في دولهم بهدف التوعية بأهمية التعامل معه كأي مرض آخر دون جعله يؤثر على مسار حياتهم.
الاماراتية مرام دلعب - 20 سنة- تقبلت التعايش مع المرض بشكل ايجابي رغم انها اصيبت به بعمر 8 سنوات بل دفعتها اصابتها لتصبح متطوعة لمساعدة السكريين وذويهم في بلدها على تقبل المرض. كما اعدت كتيبا عن حقوق مرضى السكريين من الاطفال، وبدأت بتوزيعها على المدارس في دبي.
القطري محمد خالد السعدي - 29 سنة- الذي عانى أثناء طفولته ومراهقته من عدم وجود من يرشده بالتعامل مع هذا المرض بعدما اصيب به بعمر الخمس سنوات دفعه ذلك إلى إقامة مشروع مخيمات التحدي للشباب والشابات السكريين في بلده لتعريفهم بالمرض وسبل الحياة الامثل للتعامل معه وجعلهم يعيشون الاحساس الجماعي بآلام الآخرين.
وأيضا الأردنية هبة رحال- 34 سنة - ورغم أنها لاعبة منتخب وطني وحاصلة على البرونزية في مبارزة البطولات العربية لكنها أصيبت بالسكري بعمر 22 سنة. الا أنها بدأت بحملات توعية المرضى السكريين وخصوصا لدى الاطفال من منطلق أن بامكان المريض ممارسة الرياضات المختلفة على عكس ما هو متعارف عليه بين الناس بان مريض السكري لا يقدر على ذلك.
هذا وتسجل 5-10% من حالات السكري عالميا من سكري النوع الاول والذي يعرف بسكري الاطفال والذي يستلزم اخذ جرعة يومية من الانسولين. فيما لا يستلزم سكري النوع الثاني أو الذي يعرف بسكري الكبار بأخذ جرعات الانسولين وانما العلاج الفموي. الا ان الخطورة بحسب اختصاصي السكري يكمن بحدوث اصابات من النوع الثاني عند الاطفال مما يؤدي لنتائج مستقبلية محتملة وخطيرة .
من جهتها لم تستسلم اللبنانية فيكي ميتني- 38 سنة - للمرض الذي أصيبت به وهي بعمر 7 سنوات. وسنحت لها الفرضة بحكم سفر عائلتها انذاك الى فرنسا من الاطلاع على تجربة مخيمات السكري وقررت بعمر 13 سنة ان تدخل هذه التجربة الى دولتها لبنان. وأعدت أول كتاب عن التغذية الصحية لمريض السكري حيث انه لم يكن في ذلك الوقت أي كتاب باللغتين العربية او الفرنسية عن هذا المرض في لبنان بهدف التوعية.
وتحلم فيكي بعمل موقع الكتروني عن السكري يضم معلومات طبية وألعاباً الكترونية وتجارب لمرضى سكريين.
الايراني هرمز تجربته مع المرض كانت مختلفة وهو الذي أصيب به بعمر 14 سنة حيث عانى من نوبة اكتئاب اثرت سلبا على حياته الى ان قابل صدفة فتاة بعمر 13 سنة لديها سكري اهملت بحالتها لدرجة انها فقدت بسبب هذا المرض نظرها واحدى يديها الامر الذي كان درسا قاسيا أمامه كي يقبل التعايش مع السكري بسلام واخذه على محمل الجد.
بدأ هرمز بالتوعية في هذا المجال في بلده حيث اعد برنامجين للاطفال السكريين من خلال الاستعانة بشخصيات كرتونية لتثقيفهم حول المرض . لا تختلف بقية القصص مع السكري في مضمونها من حيث كيفية تطويع هذا المرض والتحول الى عناصر فاعلة في المجتمع سواء عند السوري عزمي فريد 51 سنة الذي يؤكد أن المرض سبب نجاحه وتفوقه كطبيب اسنان، أو السعودية دعاء سيف الدين التي تعمل حاليا في مجال التوعية.
وتعد أبرز معيقات ضبط السكري عدم ترابط الرعاية الصحية في هذا المجال لتعدد أوجه المرض والتشخيص الاولى واسلوب حياة المريض والعلاج عن طريق الفم والعلاج بالانسولين والحاجة الى مراقبة معدل الجلوكوز في الدم والاقبال على الحياة بروح عالية.
ووفقا للارقام الاخيرة للاتحاد الدولي للسكري فأن مرض السكري يواصل ازدياده في العالم، حيث يعاني حالياً 366 مليون شخص منه، ويموت نتيجته سنوياً 4.9 ملايين شخص بمعدل وفاة مريض سكري كل 7 ثوان للعام الحالي فيما وصلت النفقات على هذا المرض 465 مليار دولار.
وبحسب رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة البروفيسور الدكتور كامل العجلوني فإن آخر الدراسات المحلية تشير الى ارتفاع نسبة الاصابة بالمرض محليا ايضا الى 36% من مجموع المواطنين فيما تصل التكلفة المباشرة وغير المباشرة لمرضى السكري محليا بحسب آخر التقديرات اكثر من 1,3 بليون دينار.
كما يعد السكري المسبب الاول لحدوث الفشل الكلوي بنسبة 40% في العالم و السبب الثاني لبتر الاطراف بعد الحوادث. فيما تصل اصابة شبكية العين لدى مرضى السكري الى 35% من مجموع المرضى في المملكة اضافة لأمراض العيون الاخرى بسبب السكري مثل السداد وارتفاع ضغط العين و النزيف الزجاجي والعمى.
وباعتبار أن السبب الرئيسي للوفاة في المملكة الجلطات القلبية والدماغية بنسبة 36-38% فانه ينتج عن واحد او أكثر من هذه الامراض المزمنة الاربعة(السكري والسمنة والتوتر الشرياني واختلاط الدهنيات).
المفضلات