فاز حزب حركة النهضة الاسلامي التونسي في انتخابات المجلس التأسيسي بحصوله على 90 مقعدا من أصل 217 (نسبة 41,47 % من المقاعد)، وذلك بحسب النتائج الرسمية التي تم الاعلان عنها مساء الخميس 27 اكتوبر/تشرين الاول.
وأعلن كامل الجندوبي رئيس اللجنة العليا المستقلة للانتخابات في مؤتمر صحفي ان ان حزب المؤتمر من أجل الجمهورية العلماني جاء في المركز الثاني بحصوله على 30 مقعدا في الانتخابات التي أجريت الاحد الماضي.
وحل حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) بزعامة المنصف المرزوقي المربتة الثانية بنيله 30 مقعدا، ويليه حزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات (يسار) بزعامة مصطفى بن جعفر( 21 مقعدا).
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 77,65 % من الناخبين المسجلين و14,2 % بين باقي الناخبين.
وقال كمال الجندوبي امام الصحفيين "ان انخراط الناخبين بكل هذه الكثافة يعتبر نجاحا للعملية الانتخابية وتأكيدا للوعي التام بمسؤوليتهم التاريخية في وضع حجر الاساس للبناء الديمقراطي بتونس".
وحددت الهيئة العليا للانتخابات آجال تقديم الطعون بخمسة ايام (يومان لتقديمها وثلاثة للرد عليها).
هذا وأعلن الهاشمي الحامدي زعيم قوائم "العريضة الشعبية" مساء الخميس لـ"فرانس برس" سحب قوائمه التي فازت بـ 19 مقعدا في المجلس التأسيسي، وذلك بعد اعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الغاء فوز قوائمها في 6 دوائر انتخابية خصوصا بسبب انتهاكات في حملة التمويل، مما اسفر عن خسارة الحزب 8 مقاعد. ولو لا قرار الهيئة لاحتلى الحزب المرتبة الثالثة بعد النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية.
وقال الحامدي في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" من لندن "أنسحب رسميا من هذه العملية السياسية التي افضت الى الغاء اصوات عشرات آلاف التونسيين خصوصا في سيدي بوزيد، الولاية التي فجرت الثورة التونسية". واضاف "لم يعد هناك اي معنى لمشاركة العريضة الشعبية ولن نقدم اي طعون وننسحب من المجلس التاسيسي".
هذا وقد أكد كل من حزب النهضة والمؤتمر والتكتل انطلاق المشاروات بينهم لتشكيل كتلة الاغلبية في المجلس، ويتوقع مراقبون توسيع المشاورات لتشمل احزابا اخرى.
المصدر: فرانس برس
المزيد من التفاصيل في التقرير المصور
هذا وقال عضو المكتب السياسي لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الدكتور عبد اللطيف عبيد في اتصال هاتفي مع "روسيا اليوم" تعليقا على النتائج التي حققها الحزب ان "هذا العدد من النواب لا يرضي طموحنا، وهو أقل مما كنا نتوقعه". واعترف السياسي التونسي بأن "الحزب ارتكب بعض الأخطاء في الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية وحتى قبيل الحملة الانتخابية منها بعض التصريحات وبعض المواقف المبدئية، لكنا بعض الاطراف من الرأي العالم لم تفهم موقفنا حق الفهم، فنحن كنا ندافع عن حرية التعبير، ولكن عامة الناس يتمسكون بالمشاعر الدينية والقيم الاجتماعية أكثر من حرصهم على حرية التعبير".
وأعرب الدكتور عبيد عن اعتقاده ان حزب النهضة سيوجه تحديات كبيرة بعد تحقيق الفوز في الانتخابات، وفي مقدمتها سيكون عليه "أن يظهر وأن يبرهن انه حزب مدني وليس حزبا دينيا وأنه سيحكم بالقوانين الوضعية وان كان يستلهم سياساته من الدين الاسلامي، ولكنه لن يحكم بالشريعة بدل القانون المدني، وأنه سيحترم التعهدات والالتزامات ازاء الناخبين".
المفضلات