سائده السيد - يؤكد الدكتور مجد الدين خمش استاذ علم الاجتماع ,وعميد كلية الاداب في الجامعة الاردنية على الدور الأساس للأسرة في تربية اطفالها على التسامح وتقبل الاخرين.
وتتفق الدراسات والأبحاث على توصيف الأختلاف بأنه ثقافة تعتمد على الحوار والتفاوض ودعم الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان.
كما يقول الدكتور منذر زيتون مستشار في وزارة التنمية الاجتماعية لشؤون التوعية الأسرية بأن الناس مختلفين بطبيعتهم , وهذه سنة الله في الخلق , تجمعهم الاخوة برغم ما بينهم من تباينات لونية وعرقية ولسانية وعقدية وغير ذلك , وهذه الاخوة تقتضي منهم تقبل بعضهم بل والتعاون فيما بينهم , فتقبل الاخر تعني احترام كينونته الادمية , وحقوقه في الحياة والامن والاختيار والرأي , وما يتبعها من حريات , وكذلك تقدير ما يكون عليه من ظروف انسانية مختلفة وارشاده بالحسنى والقول الطيب.
وتصف سارة الرمحي (30 عاما) تقبل الاخر « بمصدر غنى وثراء في المجتمعات. وتقول:الاختلاف هو حالة تنوع , والاتفاق والتشابه في كل شئ ممل , فلا يوجد عقلان متشابهان ولا شخصيتان تتشابهان, فما نحن الا مجرد ذوات مختلفة «
ويرى الدكتور مجد الدين خمش بأنه يجب ان يدرب الافراد على تقبل الاخر المختلف سواء طبقيا او جغرافيا او جندريا , وتدريبهم على التسامح والاعتراف بالاخر , والثقة بأن الاخرين مساوون لنا رغم التباين , لان البديل عن ذلك سيكون التعصب الذي يفتت الروابط والعلاقات ويضعف التماسك في المجتمع وحتى في الحلقة الأولى الصغيرة الأسرة .
و يوافق الدكتور منذر زيتون هذا الرأي ويعتقد بأن الايمان بوجود الاخرين وحقوقهم , من شأنه ان يزيل ما يتوقع ان يكون بينهم من ازدراء وتغييب وشعور بالاحقية والفوقية , ومن شأنه ان يوطد العلاقة بين الجميع على الاحترام والتعاون فيما يتفقون عليه , على قاعدة ان الاختلاف لا يفسد للود قضية.
ويفسر رامي الزعبي (35 عاما) أهم أسباب عدم تقبل البعض للاخر, بالحضور الكبير (للأنا) وتضخمها لديهم , وعدم الوعي والثقافة , ويقول الامثلة كثيرة في حياتنا , مع الجيران والزملاء في العمل , حتى مع الاقارب , فكم من عداوة وكم من قطيعة كان سببها الاختلاف فقط لا غير «.
وعن تنمية مبدأ تقبل الاخر رغم الاختلاف في حياتنا فإن الدكتور خمش يؤكد على اهمية دور الاسرة والنظام التعليمي عن طريق المناهج في التركيز على مواضيع التنوع والاختلاف والتقبل المتبادل , بالاضافة الى دور الاعلام في بث البرامج المتنوعة التي تركز على احترام الفرد في جو من التسامح والتنوع الاجتماعي والثقافي .
ولا يتحرج الطالب الجامعي عمر جابر من القول بانه يتقبل أي شخص مهما كان , «وليس بالضرورة ان احبه , لكن علي ان اتقبله , لان في مجتمع الجامعة المصغر يوجد خليط من بيئات مختلفة وثقافات متنوعة , ونلتقي ببعضنا دائما , وكل منا ينطلق من فكر او بيئة , فليس من الحق ان نجعل هذا الاختلاف نقطة عداء , بل يجب ان يكون نقطة تفاهم واحترام متبادل «.
وتؤكد على ذلك زينة الشريف (25 عاما) بقولها « الاختلافات ميزة , وهي التي تصنع التنوع والتلون الحضاري والثقافي , وتصنع الجسور الانسانية , للتواصل مع البشر , لذا فإننا يجب ان نتعود على ثقافة الحوار وتقبل الاخر».
وينصح الدكتور منذر زيتون بأن ننظر للاختلاف على انه مصدر ثراء وان لا ينظر احدنا الى نفسه على انه الاصل في كل شئ , وعلى الاخرين ان يكونوا صورة منه , فكل لديه صوابه وخطأه , وضرورة التدرب على مهارة الاستماع الجيد , ومناقشة أي فكرة او رأي بشكل موضوعي بعيدا عن التعصب.
المفضلات