سرايا – عن الدستور - كشف أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الادارية والفنية الدكتور أحمد العياصرة عن خطوات جادة اتخذتها الوزارة وتعمل على بلورتها لمواجهة التحديات ولتحقيق رؤية جلالة الملك في تطوير التعليم والمناهج التربوية وتحسين اوضاع المعلمين وتطوير نظام الامتحانات.
وأعلن العياصرة في حوار مع "الدستور" أن الوزارة أقرت علاوة الادارة المدرسية في إطار تحسين أوضاع المعلمين الاقتصادية بحيث تراوحت الزيادة من 20 الى %60 حسب اعداد الطلبة في المدارس.
وكشف الدكتور العياصرة ان الوزارة بصدد الانتهاء من إنشاء مضافة للمعلمين في مقر الوزارة توفر الخدمات للمعلمين المراجعين للوزارة او خدمة التواصل معهم عبر الانترنت ، مشيرا الى ان هذه المضافة مجهزة بالمقاعد واجهزة الهاتف والانترنت لخدمة المعلم وتتوفر فيها خدمات الضيافة.
واشار الى فكرة الوزارة بانشاء وحدة اعلامية متخصصة ورفدها بكادر اعلامي لتسليط الضوء على الانجازت الحقيقية لوزارة التربية والتعليم بواقعية وفي مختلف الجوانب ومتابعة القضايا الاعلامية في شتى المجالات التربوية والمرتبطة بها ، وفيما يلي تفاصيل الحوار.
تحديات النظام التربوي
ہ الدستور: هل يعتبر التوجيهي بالنسبة لكم تحديا وما هي اجراءاتكم التي اتخذت للتغلب على ما حدث في الدورة الشتوية لاعادة الثقة للمواطن في هذا المضمار؟
- العياصرة: ان التحدي الكبير للنظام التربوي في الاردن لا يتمثل بالتوجيهي بل هو نابع من رؤية جلالة الملك عندما اتخذ من التعليم بوابة لتطوير الجوانب المختلفة في المملكة.
وأكبر تحد يواجه النظام هو كيف سيطور نفسه حتى يكون جديرا بترجمة الرؤية الملكية السامية الى مشاريع انتاجية يلمسها كل معني بالمجتمع وهذا يعتبر القضية الاولى.
اما القضية الثانية فهي الفلسفة التي يقوم عليها النظام التربوي العالمي التي كانت الغاية منها في النظام العالمي وفي نظامنا التربوي الاردني اعداد الفرد للوظيفة بينما الان اصبحت الغاية اعداد الفرد للحياة. فاصبح الان لدينا من هذا المنطلق تحديان: رؤية جلالة الملك والانطلاق من التعليم كوسيلة لتحقيق الرؤية ومن ثم الفلسفة القائم عليها الادب التربوي في النظام التربوي العالمي.
والسؤال الكبير الذي نطرحه كيف للنظام التربوي ان يطور ادواته ويخلق من نفسه آلية ومحتوى بحيث يحقق رؤية جلالة الملك ويخرج افرادا قادرين على التعايش مع المجتمع بكل يسر وسهولة ، وبالتاكيد ان الوسيلة الاولى لتطوير النظام التربوي هي المناهج التربوية.
تطوير المنهاج
الدستور: ماذا عملت الوزارة لتطوير المناهج؟
- العياصرة: قامت الوزارة بتطوير المناهج وهي الان بصدد مراجعة عملية التطوير التي تمت بهدف الحصول على تغذية راجعة من الميدان التربوي ومعالجة نقاط الضعف الموجودة واثراء نقاط القوة.
الاشكالية بالنسبة للمنهاج مثل "اللغز" الذي نعمل على حله من خلال كيفية تطويع المنهاج الذي هو عباره عن كتب مقررة وجعله بيئة مناسبة لتخريج أفراد يمتلكون مهارات حياتية وقدرة على توليد الافكار وطرح الافكار والدفاع عنها في بيئة مناسبة لتنميتها.
والعمل جار الان بالوزارة على ايجاد منهاج يمثل بيئة مناسبة لتنمية المهارات الحياتية.
والخطوة القادمة التي يمكن التفكير فيها هي ما يسمى بالكتاب المدرسي الموازي ، وعلى سبيل المثال بدل ان يكون للصف التاسع كتاب فيزياء معتمد واحد يمكن ان يكون هناك ثلاثة كتب معتمدة صادرة عن الوزارة او مؤسسات اخرى معتمدة حسب المعايير ومعمول بها ، وبموجب ذلك يحق للمعلم الرجوع الى الثلاثة مصادر بالاضافة الى المنهاج المحوسب لتغطية المنهاج ومن ثم تحقيق المنهاج المرجو.
الدستور: هل بدأت الوزارة تنفيذ ذلك؟
- العياصرة: هذه فكرة قيد الطرح وحال بلورة الافكار حيالها سيصار الى العمل على وضع الاليات المناسبة لتنفيذها ، ونحن في هذا المجال نرى التربية في المجتمع ونرى انه من حق التربية والتعليم على المجتمع دعمها وتقديم الافكار وتسهيل الامور لا سيما الجهات والمؤسسات المجتمعية ذات العلاقة ، الجامعات ومراكز البحث ، ومن حق المجتمع على التربية ان تتيح الفرصة له للمشاركة بصنع القرارات التربوية والا ستمسي التربية بمنأى عن المجتمع الذي هي منه وله في نفس الوقت.
الدستور: هل تعتقد بوجود أزمة بين التربية والتعليم والمجتمع؟
- العياصرة: لا أعتقد ذلك ، وإنما أرى ضرورة وجود نوع من التكامل بين المجتمع والتربية والتعليم ، وان الحل الجذري هو العمل على إيجاد خطة تربوية وطنية مشتركة تشارك في وضعها كل المؤسسات ذات العلاقة بحيث تحدد الادوار لكل مؤسسة وتلعب المؤسسات دور القائد لبعض هذه الادوار والداعم لمؤسسات اخرى في ادوار اخرى.
نظام الامتحانات
الدستور: ما ذكرت ينطبق على تطوير المناهج ، ماذا عن تطوير امتحان التوجيهي؟
- العياصرة: نفكر حاليا بتطوير نظام الامتحانات بشكل عام وليس التوجيهي بحد ذاته ، فالادب التربوي حاليا يركز على التقييم على الاداء ، ورغم اهتمامنا في نظامنا التربوي بذلك فاننا نريد الارتقاء في هذا المجال للوصول الى مستويات أفضل.
وبعد الانتهاء من مرحلة صيفية التوجيهي الحالية سنقوم بتشكيل لجان او ما يسمى مجموعات عمل مركزة مختصة من كافة المؤسسات المختلفة ذات العلاقة ليتم من خلالها قراءة واقع النظام التربوي بشكل عام بما فيه نظام التعليم العام والتعليم العالي للوصول الى خطة وطنية تربوية شاملة على شاكلة الخطط الوطنية الاقتصادية الامنية ، وهذه الخطة نادى بها جلالة الملك عبدالله الثاني في احد لقاءاته في الجامعة الاردنية.
الدستور: عودة الى موضوع التوجيهي ما هي الاجراءات التي اتخذت لعقد صيفية التوجيهي؟
- العياصرة: حول ما حدث من أخطاء تقنية في الفصل الدراسي الاول في الدورة الشتوية قامت وزارة التربية والتعليم بدراسة كل ما حدث ووضعت اجراءات مناسبة لمعالجة هذه الاختلالات الناتجة عن اختلاف التقنية ، واتخذت الاجراءات الادارية الفنية لاجراء الامتحانات بأجواء تربوية مناسبة.
الدستور: يتزامن بدء صيفية التوجيهي مع مباريات كأس العالم ، هل تعتقد بوجود تأثير على أداء الطلبة بسبب ذلك؟
- العياصرة: تأدية الطلبة امتحان التوجيهي لا تعني الانقطاع عن ممارسة الحياه العادية ، والاستعداد للامتحان يحتاج الى تخطيط مسبق ودقيق من قبل الطالب والاستعداد له من قبل المدرسة والبيت معا لايجاد الاستعداد الاكاديمي والاستعداد النفسي لدى الطلبة ، وان التركيز على جانب واحد يجعل الطالب في حالة قلقة بمستوى غير مقبول تربويا ، وللاسف يوجد سوء فهم لما يسمى ليلة الامتحان وترك امور الاستعداد الاكاديمي والاستعداد النفسي الى اللحظة الاخيرة. وارى ان الامتحان يعني الوقوف على الافكار المحورية للمادة ومراجعة الخريطة المفاهمية للمادة فقط ، ما من شأنه ان يساعد الطالب على ممارسة حياته الطبيعية وممارسة جميع النشاطات بما فيها الانشطة الرياضية ومشاهدة كأس العالم.
أوضاع المعلمين
الدستور: تردد في الاونة الاخيرة ان بعض المعلمين لن يشتركوا في المراقبة وتصحيح امتحان الثانوية ، ماذا اتخذت الوزارة من اجراءات في هذا الصدد؟
- العياصرة: جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه في عيد الجلوس الملكي أكد أهمية المعلم ووصفه بالاب وضرورة الاهتمام بوضع المعلم الاقتصادي ، وهذا ما نقوم به في وزارة التربية والتعليم ونحن نفخر بمعلمنا الذي هو محط اهتمام وتقدير ليس في الاردن فحسب بل في الدول العربية كافة لما يتمتع به من خبرة عملية وكفاءة مشهود لها.
والوزارة في ظل التوجيهات الملكية السامية وبالتعاون مع الحكومة قامت بترجمة التوجيهات الى اجراءات ملموسة منها ما خرج الى حيز الوجود في اقرار زيادة علاوة التعليم وجدولة علاوة التعليم وصولا بها الى %100 مع بداية عام 2012 وكذلك زيادة اجور المراقبة ، وهناك مجموعة من الاجراءات الادارية التي من شأنها أن تنعكس على تحسين الوضع الاقتصادي للمعلم.
كما أقرت الوزارة علاوة الادارة المدرسية في إطار تحسين أوضاع المعلمين الاقتصادية بحيث تراوحت الزيادة من 20 الى %60 حسب اعداد الطلبة في المدارس.
وتبلغ العلاوة نسبة %20 الى %40 في المدارس التي يبلغ عدد الطلبة فيها أقل من 200 طالب او طالبة ، ومن 20 الى %50 في المدارس التي يبلغ عدد طلابها من 200 الى 500 طالب او طالبة ومن 20 الى %60 في المدارس التي يبلغ عدد طلابها اكثر من 500 طالب او طالبة.
كما شكلت لجنة لدراسة التشريعات التربوية بحيث يتمكن المعلم من لعب الدور المرسوم له تربويا في بيئة تربوية مناسبة.
وبالتالي نحن نراهن على معلمنا وعلى انتمائه لوطنه ولوزارته وننظر الى ما حدث من حركة معلمين بكل الاهتمام وان الوزارة ممثلة بكافة مستوياتها تسعى الى ما يسعى اليه المعلمون فالهدف هو تحسين نوعية تعلم الطلاب من خلال تطوير عدة عوامل في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمعلم ووجهة النظر مشتركة مع الاختلاف في استراتيجيات تحقيق ذلك ، والوزارة مطمئنة لسلوك معلميها واعتمادنا على ولائهم وانتمائهم لوطنهم ووزارتهم.
الدستور: تردد انه سيتم الاستعانة بكادر من خارج الوزارة؟
- العياصرة: لا صحة لذلك ، والوزارة لديها الكفاءات والامكانيات اللازمة ولا ضرورة لذلك.
الدروس الخصوصية
الدستور: ظاهرة الدروس الخصوصية عند طلاب المرحلة الثانوية والتوجيهي تشكل مصدر قلق لاولياء الامور ، ماذا عملت الوزارة للحد من هذه الظاهرة؟
- العياصرة: اتخذت الوزارة عدة اجراءات للتخفيف من اثار ما يسمى الدروس الخصوصية منها على سبيل المثال منع المراكز الثقافية من تدريس المنهاج الرسمي والسماح لها بتقديم حل لاسئلة الثانوية من باب التقوية وهناك تعليمات فيما يتعلق بالدوسيهات. وانصح الطلبة بالاعتماد على الكتاب المدرسي لان واضع الاسئلة في امتحان الثانوية العامة لا ينظر الا الى الكتاب المدرسي المقرر بحيث يغطي الكتاب المدرسي المقرر والمنهاج. وان الاسئلة وضعت بمستويات مختلفة مناسبة لقدرات الطلبة. كما انصح الطلبة قدر الامكان في هذا الظرف بالابتعاد عن الخوف لان الخوف يقتل الابداع ، وما عليه سوى الاستعداد النفسي والاكاديمي للامتحان.
وستقوم وزارة التربية والتعليم بمتابعة سير امتحان صيفية التوجيهي من خلال غرفة عمليات مركزية وغرف عمليات فرعية مرتبطة بالمديريات والوزارة وهناك تعاون ما بين الوزارة وكافة المؤسسات الوطنية المعنية لتوفير الاجواء المناسبة للطلبة لتأدية امتحاناتهم.
العلاقة بين المعلم والطالب
الدستور: العلاقة الحقيقية بين المعلم والطالب يجب ان تقوم على اساس الاحترام المتبادل مع ضوابط ، ماذا عملت الوزارة في هذا الصدد لا سيما في ظل حالات اعتداء على المعلم او العكس؟
- العياصرة: الاعتداء في المدارس ظاهرة عالمية وهذه الظاهرة وحدوثها في مجتمعنا غريبة علينا وان كانت مقارنة بالدراسات العالمية نسبتها قليلة في مجتمعنا نظرنا للقيم والعادات التي يتحلى بها مجتمعنا واعتقد انها لا تمثل ظاهرة في مدارسنا بالقياس الى المعايير الدولية في هذا المضمار. ورغم كل ذلك فالوزارة اتخذت العديد من الاجراءات وهناك اجراءات تتعلق ببنود نظام الخدمة المدنية ولجنة مراجعة التشريعات بما فيها نظام الضبط المدرسي لتكون مراجعة جذرية لكل الابعاد بالتفصيل. بالاضافة الى تنفيذ البرامج الهادفة التي من شأنها ان تقلل نسبة العنف المدرسي ، وفي هذا المجال هناك دعم متواصل وملموس وجهود مبذولة من قبل جلالة الملكة رانيا العبدالله ومن هذه البرامج والحملات حملة معا نحو بيئة مدرسية امنة.
والسبب الرئيسي للعنف في المدارس هو وجود الفراغ عند الطالب ، ولاعطاء الطالب فرصة للتخلص من هذا الفراغ ومن الطاقة التي يمتلكها نرى ان ممارسة الرياضة هي المجال المناسب ، لذلك قمنا بزيادة الحصص الرياضية من حصة واحدة الى حصتين فضلا عن ممارسة اللياقة البدنية.
التغذية المدرسية والزي المدرسي
الدستور: ماذا بشأن مشروع التغذية المدرسية؟
- العياصرة: سيتم في العام المقبل التوسع في مشروع التغذية المدرسية ونحن بصدد البحث عن تمويل ليصار الى تغطية اكبر عدد ممكن من الطلبة لا سيما في المناطق الفقيرة في المملكة ، كما قمنا بتخفيض اعداد الطلبة العام الحالي نظرا لمحدودية الامكانيات والموارد.
الدستور: هل انتهيتم من موضوع اعادة النظر بالزي المدرسي واختيار نوعية الزي ولونه؟
- العياصرة: لا يزال موضوع الزي واعادة النظر فيه مجرد دراسة لغاية الان وقد بدانا باخذ اراء عينات من الطلبة واولياء امور الطلبة حول مواصفات الزي وان كان الزي الحالي مناسبا ام لا وعلى ضوء نتائج الاستيبان والدراسة والوقوف على الاراء المختلفة سيتم اخذ القرار المناسب اما باعادة النظر بالزي او الابقاء على القديم ، بحيث سيتم تصميم الزي وفق المعايير المعتمدة من قبل الوزارة في حال تم اقرار زي جديد.
الدستور: هل من مشاريع او مبادرات جديدة لديكم؟
- العياصرة: في الواقع هناك فكرة لدينا بانشاء وحدة اعلامية متخصصة لتسويق انجازات وزارة التربية الحقيقية والتواصل مع القنوات الاعلامية.
ونحن الان على وشك إنشاء مضافة خاصة للمعلمين أقيمت في مقر الوزارة لها هدفان الاول توفير صالة تتوفر فيها خدمات انترنت للمعلمين المراجعين للوزارة مع حسن استقبال المعلمين وخدمتهم وتوفير الضيافة اللازمة لهم والدور الثاني خدمة المعلم الذي يتواصل مع الوزارة عبر الانترنت وزودت هذه المضافة بالاثاث والاجهزة والمعدات والكادر الذي سيتواصل مع المعلمين.
المفضلات