طريق المصالحة الفلسطينية
بقلم بهاء رحال
شكلاً جديداً من أشكال الرفض وعقبة جديدة من نوع مختلف هذه المرة تعترض طريق المصالحة الفلسطينية وتُقَوِد الجهد المصري المبذول منذ أكثر من عام ونصف على طريق الوصول لاتفاق يفضي الى نجاح الأخير في إبرام مصالحة وطنية حقيقة تنهي حالة الانقسام والخلاف وتعيد اللحمة والوحدة بين شطري الوطن إلا أن هذه الآمال سرعان ما تناثرت وتبعثرت وسط فوضى التصريحات والتناقضات والاشتراطات المتعددة والاملاءات الخارجية، التي تتجدد كلما اقتربنا من لحظة الاتفاق لتعيد المقادير من جديد وتتضاءل بذلك فرص الوصول الى مصالحة وطنية شاملة وتحقيق الوحدة الوطنية ولكن هذه المرة ليس موضوع الخلاف قائماً على أمر يتعلق بقضية الاعتقال السياسي أو الانتخابات أو المجلس الوطني ومنظمة التحرير أو بتقرير جولدستون ، هذه المرة ليس لقرار الممانعة أي صفة اعتدنا عليها في السابق ، ربما إن هذا الأمر يعود لسقوط ذريعة جولدستون بشكل مفاجئ من أيديهم ولم يتوقعوا أن السلطة سوف تدرك هذه القضية بشكل سريع ليتخبطوا في إطار البحث عن ذرائع للتهرب من المصالحة .
وبينما كانت أنظارنا تتجه الى القاهرة بشكل مختلف هذه المرة وهي تزف لنا أخبار انتظرناها طويلاً عن نجاح جهودها في التوصل لصيغة اتفاق يفضي الى توقيع المصالحة في السادس والعشرين من هذا الشهر كموعد ملزم للأطراف وسيكون باحتفال مهيب يضفي صفة الدولية علية ليأخذ طريقة الى النور بتأييد عربي و دولي ، هذا ما توقعناه وعقدنا آمالاً كبيرة سرعان ما تبعثرت حيث كان لقضية جولدستون ما كان من عنفوان صاخب أجج الأجواء من جديد وظلت أشكال الخلاف المتعددة بوتيرتها السابقة ولم تهدأ وظلت الضبابية السياسية لا تُبشر بقرب التوصل لاتفاق ورغم أن القيادة الفلسطينية سرعان ما أدركت مخاطر تأجيل القرار على المصالحة حتى أعادته الى مجلس حقوق الإنسان وصوتت علية واخذ أغلبية الأصوات إلا أن الخلاف لا يزال قائماً ولا تزال مصر تبذل جهودها رغم اتهامات البعض لها بتزوير بنود الاتفاق والتغيير في محتواه إلا أنها تصرّ على عدم التخلي عن لعب هذا الدور من منطلق قومي ووطني تقوم بة حكومة جمهورية مصر العربية .
وبعد أن ظن الجميع بان السادس والعشرين من الشهر الجاري هو موعد جاد وهام سوف يتمخص عنه توقيع المصالحة فوجئنا بحجم لاءات جديدة تطفوا بشكل سريع ولكن هذه المرة ليست مرتبة ومتناسقة كما في كل مرة لان سقوط تقرير جولدستون كغطاء احتمى في ظلاله الكثيرين فاجئ كل الذين أخذوه ذريعة وكشف الغطاء عنهم لتظهر الصورة بوجهها الحقيقي ، رفض للمصالحة وقبول للحوار ، قبول للحوار ورفض للمصالحة ، أي الحوار فقط من اجل الحوار ودون نتائج تتمخض عنه ، غير أن الاتهامات لراعي المصالحة الذي يبذل كل الجهود بأنة قام بعملية تلاعب في محتويات الاتفاق وكأن مصر يمكن أن تنزل لهذا المستوى وهي الكبيرة برجالها وقادتها ومواقفها ، مصر عبدالناصر البطل الاممي والقومي الذي ظل حتى آخر يوم في حياته يحمل قضيتنا الوطنية ولا يدخر جهداً في سبيل تحريرها ، ولا يكفي كل هذا الجهد الذي تقوم به كراعي حقيقي ومحايد لتوفير المناخ الجيد والمناسب للمصالحة وما تعرضت له من ضغوط دولية وإقليمية وعربية وبدلا من أن نقدم لها رسالة شكر وتقدير ومحبة لهذا العمل الدؤوب والجهد المتواصل خرجت فئة ترمي بمثل هذه الاتهامات المغرضة التي لا تخدم إلا مصالح فردية ضيقة ولا تعبر عن الفلسطيني الذي يكن كل تقدير واحترام لمصر العربية التي هي بوابة عمقنا العربي .
آمال كبيرة معلقة على نجاح الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وصولاً لإنهاء حالة الانقسام والخلاف القائم فلا تقتلوا المصالحة .
hgghgghgghgghgghgg
المفضلات