كتب: فيصل ملكاوي - ربما التوصيف الادق الذي يمكن اطلاقه على مشهد الفشل الذي مني به تيار التأزيم في جماعة الاخوان المسلمين الجمعة ان العشائر قالت « لا كبيرة « لمثيري الفتن والقلاقل لحساب اجندات بات كل اردني في كل مدينة وقرية وبادية ومخيم يعرف مراميها واهدافها المختزلة في بحث الجماعة عن اشباع جوع مزمن للسلطة باي ثمن .
لم تلحق العشائر يوم الجمعة بمن اطلقوا على انفسهم زورا ائتلاف العشائر وهم في الحقيقة اذرع وافرع اخوانية تلبس عباءتها وتتدثر بردائها وتأتمر بإمرة اصحاب الرؤوس الحامية في الجماعة الذين افقدوها بوصلتها فباتت تتخبط لتعويض الفشل والانحسار في الشارع بمناورات وخدع مكشوفة وهي لاتدرك جراء هذا التخبط ان العشائر اخر من ينطلي عليها مثل هذا التضليل السطحي الذي يحاول الاستخفاف بعقول الناس ووجدانهم.
مجترحو الفشل في الجماعة عجز ادراكهم مرة اخرى ، على أن يلتقط رسالة العشائر التي لايمكن ان تقبل القسمة او المناقصة والمزايدة على دورها ومكانتها في المجتمع الاردني على انها كانت وستبقى الحارس الامين على الوطن ورسالته وانجازاته وآماله.
فئة التحكم والتسلط في الاخوان عجزت ايضا عن ادراك ان العشائر هي اول من ضحى واول من صبر على كل الصعاب والتحديات فما كان ديدنها الا الصبر والوفاء لا الردة والاستقواء مثلما يفعل تيار الخوض في الفوضى والتلاعب بالمصائر الذي يحكم سيطرته عنوة على جماعة الاخوان المسلمين في زمن الربيع العربي الذي غادر الاردن مربعاته الخطرة رغما عن حيلهم واحابيلهم واجنداتهم .
رسالة العشائر القوية الجمعة الماضية ، كان مفادها الى مدعي الاصلاح والحرص على الاوطان ، اذا اردتم الفوضى فنحن نريد الاستقرار ، وان اردتم تحكيم لغة الشارع فها هو حجمكم الطبيعي والحقيقي فيه ، لستم اكثر من فئة قليلة ، انفلتت في مفرداتها وهتافاتها .
فئة قليلة ومعزولة لم تعد تفرق حتى بين ادبيات الاحتجاج وقلة الادب التي لا تقع في قاموس اي اردني من اي اصل او منبت في النسيج الوطني الجامع الذي تربى على الاخلاق والقيم والشيم والفروسية لا الطعن في الظهر والاستقواء والاساءة والتجريح بحق الوطن كله حال من تفرقوا قبل ان يتجمعوا الجمعة الماضية لقلة العدد ونفاد الصدقية وسوء الخطاب .
اخطأ المتربعون على ناصية جماعة الاخوان ايما خطأ هذه المرة ، وقطعوا شعرة معاوية بينهم وبين نبض الشارع ووجدانه مرة واحدة والى الابد ، ولم يدركوا دروس الماضي القريب عندما ذهبوا الى بعض المحافظات لتأجيج الشارع هناك فما كان حصادهم الا الفشل والرفض .
لكن ليس غريبا على من يتلقى الاوامر لينفذها فقط ، ان يعوزه الادراك مجددا ان ابناء المحافظات هم دعاة اصلاح واول من طالب به ، واخر ما يحتاجونه هو المزايدات وادعياء الاصلاح الذين تفرقت عنهم قياداتهم وقواعدهم ، بفعل نهج الاقصاء والاحادية الذي مارسوه مع ابناء الجماعة قبل ابناء المجتمع ، فما كان منهم الا الجنوح للحيل والتضليل والتأزيم والتجييش الذي جلب لهم حصيلة نفور وانحسار ورفض من الغالبية الساحقة من ابناء الوطن بمختلف شرائحه وقواه السياسية الحية .
المفضلات