لم يعد إنسان اليوم تربطه علاقة وثيقة شخصية بأصدقائه ولا أحباءه ولا أهله ، كل ذلك تراجع تراجعاً كبيراً أمام زحف التكنولوجيا ، وربما أن التكنولوجيا قد زادت من الضغوط المختلفة على الإنسان بشكل أدى لتشتت تركيزه على حالة محددة وبنفس الوقت تراجع اهتمامه بمن يهمه أمره وصولاً للتبلد الإنساني .....
إن تقديم الكون للإنسان على شكل قرية صغيره ، فضائية ، عنكبوتية ، خلوية ، يقدم لنا الكون كله على شكل ينبوع فياض من الفضائل والحسنات ، وبنفس الوقت رذائل وخطايا لا يمكن للعقل البشري تحملها ......
قدمت لنا التكنولوجيا كل التناقضات بجمال آخاذ وببشاعة مفرطة ....
ما يثير الحزن والشفقة حقاً أنك عندما تسأل أحدنا عن أمه الذي لم يراها منذ مدة أو أخيه الذي لم يلتقيه مثل شهور ، فيطمئنك أنهم بخير ، ويشير لنا كدلالة على صحة كلامه إلى هاتفه النقال ، أو اللابتوب المتمسمر أمامه .....
صار ما ينبئنا عن تفاصيل دقيقة عن إنسال نسأل عنه هو بريد الكتروني أو شريحة موبايل ، ففقدت علاقاتنا الدفء البشري ، والبعد الإنساني ، وتحول بعضنا كصديق حميم للإلكترونيات ، وعوض عن عزلته الإجتماعية بفضاء رحب من التواصل مع أصدقاء مبهمين .......
ومهما كنا مسالمين ، سيكون لنا لقاء إجباري مع محطات البث الفضائي ،والمواقع الإلكترونية ، لتجلب لنا المآسي في كل مكان ، كما تجلب لنا الأحلام صعبة التحقيق في نقل ما يجعلنا نصل لمرحلة اليأس التام ...
في النهاية وصلنا لمرحلة التبلد وعدم الإكتراث كون أدمغتنا لا تستوعب أكثر ........
هو موضوع أطرحه للنقاش ..........
المفضلات