ترشق المشاة بالماء وتمضي في طريقها
كثيرة هي الشوارع التي لها حضورها صيفا برائحة الاسفلت ولكنها تغيب شتاء ، فلا تظهر لان برك الامطار تغطيها.
ومع نهايات '' الشتوات '' تصبح الحاجة ملحة لاعادة طرح عطاء تزفيت من جديد '' للتشققات والتجاعيد '' التي اصابت وجوه تلك الشوارع وفي احيان كثيرة يتحول العطاء الى ''ترقيع'' .
ومياه الامطار لاتكتفي بكشف عيوب '' التزفيت '' فقط، انما تظهر كم التراشق ما بين مشاة يسيرون آمنين وسيارات مسرعة لا تكترث.
ويقول ''الموظف مهدي محمد '' انه يلجأ في الشتاء الى استئجار ''تكسي'' عند ذهابه الى مكان عمله لتجنب رشقة قوية او خفيفة بحسب حجم بركة الماء في الشارع الذي يسلكه من سائق مسرع لايراعي وجود المارة سواء الواقفين او المشاة على الارصفة او في جنبات الشارع .
ويروي ''الموظف ثامر حسن '' انه اضطر ذات مرة الى العودة الى البيت لاستبدال ثيابه التي بللتها المياه في الشارع اثر رشقة '' من العيار الثقيل '' كما يصفها ،تسبب بها سائق مسرع صادف مروره من شارع تجمعت فيه مياه الامطارما اضطره الى طلب مغادرة صباحية لاستبدال ملابسه والعودة ثانية للعمل .
وتتسبب تلك الرشقات لمياه الامطار المتجمعة في الشوارع في مشاجرات مابين ''راشق ومرشوق'' أوسائق ومواطن تتخللها شتائم هدفها مطالبة المواطن للسائق بالانتباه لوجود ''بشر ''يمشون على الارصفة وان القيادة المسرعة تتسبب بتبليل ثيابهم مما يتسبب بمضاعفة اصابتهم بالبرد جراء البلل .
وقالت ربة بيت انها فوجئت في صبيحة يوم ماطر باطفالها الثلاثة الذين خرجوا للتو من المنزل في طريق ذهابهم الى مدارسهم يعودون الى المنزل وهم '' منرفزين '' لتعرضهم لرشقة قوية من مياه الامطار المتجمعة في الشارع تسبب بها سائق متهور فبلل ثيابهم وحقائبهم وقامت الام بتدفئتهم وتغيير ملابسهم فعادوا ثانية للمدارس بعد ان خسروا الحصة الاولى والثانية..
وطالب مواطنون الجهات المعنية بمعاقبة السائق الذي يقود سيارته بسرعة ولا يراعي وجود مياه امطار متجمعة في الشوارع تبلل ثياب المشاة وكذلك تشديد الرقابة على المقاولين الذين ينفذون اعمال '' تزفيت '' الشوارع ، بحيث تراعى الانسيابات ومصاب المياه وعدم تسلم أي شارع الا بعد التاكد من مطابقته للمواصفات الفنية كافة .
ويدعو الموظف احمد حسن بزيادة عبارات تصريف مياه الامطار وصيانة الموجود منها لفتحها باستمرار للحد من المشكلة التي تؤرق المواطنين الذين يستخدمون اقدامهم في التنقل وبخاصة طلبة المدارس الحكومية لكون اقرانهم في المدارس الخاصة لايعانون من المشكلة لوجود وسائط نقل من والى منازلهم .
''والمطبات التي تضعها البلديات تتسبب هي الاخرى في المشكلة لانها تضع المطبات بشكل ممتد من اول الشارع الى اخره دون ان تترك بضع سنتيمترات من منتصف او جانبي المطب لتصريف مياه الامطار '' يقول مجيد عليان '' سائق سيارة ..ويضيف ان المطب في هذه الحالة يكون ''كالكمين '' فالسائق الذي لايأبه بالمياه المتجمعة يتفاجأ برأسه يرتطم بسقف سيارته بسبب المطب المختبئ بمياه الامطار .
ويوضح ''ليس ذنبي رشق من يسيرون قريبين من المطب فالسائق لا يرى المطبات شتاء .
ويقول سائق '' تكسي '' انه يواجه مشكلة تجمع مياه الامطار بشكل مختلف فهو من جهة مضطر لجمع ''غلة المقاولة'' المتفق عليها مع صاحب السيارة وبضعة دنانير له لتامين مستلزمات بيته ،ما يفرض عليه قيادة سيارته بسرعة ومن جهة ثانية سماع شتائم مختلفة من المارة ومن جهة ثالثة حفر ومطبات في الشوارع تخفيها مياه الامطار وتتسبب في خراب السيارة.
احد المقاولين يقول ان مشكلة تشقق الشوارع وانحناءاتها من منطقة لاخرى ناجم عن سوء في التنفيذ بسببب قلة الخبرة لدى بعض المتعهدين و ضعف المتابعة والتدقيق من بعض طواقم مديريات الاشغال عند تسلم الشوارع من المقاولين وقلة التنسيق مابين الجهات المعنية.
المفضلات