هسبريس من الرباط
في الصورة: تشييع رمزي لنعش صوري
استيقظت مدينة خريبكة يوم الثلاثاء 15 مارس 2011 على وقع دوي صفارات سيارات التدخل السريع، وعلى هرولة المواطنين في كل اتجاه، وعلى نفحات الدخان المتصاعد من بقايا سيارات وإطارات مطاطية متفحمة، وعلى خبرشائعة مفادها وفاة أحد المواطنين جراء تدخل لقوات الأمن لفض وقفة لأبناء متقاعدي المكتب الشريف للفوسفاط الذين كانوا يطالبون بالإلحاق الفوري في شغيلة المكتب خلفا لآبائهم.
هذه الشائعة دفعت البعض إلى حمل نعش رمزي في إشارة إلى تشييعهم للهالك المفترض، والمرور به ببعض المسالك والتجزئات السكنية، وهو ما ألهم باقي المواطنين وخلق لديهم حالة عارمة من الاندفاع أفضت إلى الدخول في مواجهات مفتوحة مع قوات الأمن التي كانت تتشكل من قوات التدخل السريع والمخزن المتنقل.
وساهمت الشائعة أيضا في تصاعد الموقف بعد اختلاط المطالب الاجتماعية بالأهداف السياسية لبعض التيارات السياسية وامتزاجها مع غضب المواطنين الذين كانوا يعتقدون بوفاة أحد المتظاهرين وهو ما خلق حالة رعب حقيقية بعدما تم إضرام النار في الواجهة الأمامية للمكتب الشريف للفوسفاط وفي سيارات الشرطة وتخريب مدرسة للتأهيل المهني، فضلا عن إتلاف مجموعة من ممتلكات الخواص خاصة السيارات وزجاج نوافذ المنازل السكنية.
وفي محاولة لجرد الخسائر البشرية، أوضح مسؤول أمني في اتصال مع "هسبريس" بأن عدد الإصابات في صفوف قوات حفظ النظام بلغت 102 حالة، من بينها 59 شرطي و 27 مخزني و16 دركي، أحدهم في حالة خطيرة تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى العسكري بالرباط، أما الباقي فحالتهم مستقرة ولا تدعو للقلق بمن فيهم رئيس منطقة أمن خريبكة الذي أصيب في رأسه ونائبه الذي أصيب في ساعده الأيمن.
أما بخصوص الاعتقالات والتوقيفات، فقد أكد والي أمن سطات أن فرقة الشرطة القضائية تمكنت من توقيف 15 متظاهرا، عشرة منهم تم إخلاء سبيلهم نظرا لقصر سنهم، بينما تم الاحتفاظ بخمسة أشخاص تحت الحراسة النظرية بعدما تم التأكد من ضلوعهم المباشر في عمليات التخريب والاعتداء على ممتلكات المواطنين وعلى عناصر القوة العمومية، إذ من المنتظر أن يتم تقديمهم أمام العدالة بمجرد الانتهاء من إجراءات البحث التمهيدي.
المفضلات