كـتّـــــــاب
«السحجة»
من تراثنا الاجتماعي في الأفراح، والذي بدأ يخف تدريجيا «السحجه»، ابناء الريف والبادية في الأردن وفلسطين وفي الخليج لديهم نفس التراث، ربما تكون ايضا بصورة او بأخرى لدى كثير من العرب اينما سكنوا لها قوافي محدودة «هلا هلا بيّ هلا» «ويا حلالي ويا مالي» وبعض القوافي المعروفة لدى الحدائين، تبدأ السحجة بوقوف عدد بسيط من الأفراد في وسط العرس ربما يمثل احد اقرباء العريس « الحاشى» وكانت الحاشى قديما (امرأة) تتنكر في ثياب رجل، واحيانا رجل يتنكر في ثياب امراة، لتحميس الحضور، يزداد الحضور والمشاركة تدريجيا، على قاعدة «لا تقول للمغني غنّي خليه يغنّي لحاله»، وتحمى السحجه بضرب الأكف،والوقوف منتصفين، والجلوس على الركبه، ويتم التناوش بالأيدي مع الحاشي التي تضرب بعصاها من يقترب منها.
المشاركون في السحجة يقفون غالباً بدون مقدمات او طلبات، في الأعراس القديمة كان الحداؤون وهم الذين يقولون القصيد، معروفين لدى الناس، هم الذين يحفظون ابيات القصيد التي تريح السحّيجه كل فترة من الزمن، واذا حضرت اكثر من عرس يمكن ان تحفظ جزءا من قصائدهم تبدأ (اول ما نبدى ونقول، صلوا على طه الرسول) ومثل (ولد اليمانى يقول....) ويمكن ان يتحول الحداء الى (هجيني) وهو يتحدث عن موروثات غالباً ما تتحدث عن الحب والحرب ونستطيع ان نقيس على وزن «سحّيجه» «هتّيفه» وهم الذين يطلقون شعارات معينة في مناسبات خاصة، بعضم يطلقها قناعة، واخرون مسيّرون او ليقال لهم (عافاك).
السؤال الذي يطرح نفسه هل ما زلنا بحاجة الى (هتّيفه) و (سحّيجه)، ام اننا بحاجة الى مفكرين ومبدعين واصحاب عقول؟؟- لقد تعبنا من السحّيجه والحدائين الذين حفظنا ما يقولون كلما كانت هناك مناسبة، وان الأوان لتغيير اسلوب فزعة (السحجة) الى (عمل مثمر)، يتجاوز الكليشيهيات التي حفظناها مثل (حديثه وشلك عندنا...).
د. فايز الربيع
المفضلات