حضور عمان لن يكون سياسيا فقط.. خطوات تهيئ الرأي العام لدور أردني مثير في واشنطن
دبلوماسية عمان: في مرحلة الحل النهائي وعند بحث بعض القضايا سنجلس على الطاولة
المرادف الفلسطيني المتوقع للعبارة الاردنية "لنا رأي وكلمة" في المفاوضات سيكون على الاغلب القبول بأي مظلة اردنية متاحة او ممكنة عند الانتقال لبعض ملفات الوضع النهائي خصوصا اذا تعلق الامر بثلاث مسائل اساسية لـ"لاسرائيليين" هي حصريا الامن والحدود والقدس.
والمرادف (الاسرائيلي) للعبارة التي بدأت تتكرر قصدا اعلاميا في الاردن هذه الايام هو دولة فلسطينية في نهاية المطاف لكنها محكومة بكل الاحوال امنيا وحدوديا بالاعتبار الاردني.
في التفاصيل يمكن تسجيل ثلاث ملاحظات، فوزير الخارجية الاردني ناصر جودة تقصد وعدة مرات مؤخرا بان يخرج للعلن لكي يعلن عبارة تطرب لها اذن السلطة الفلسطينية بالعادة وتحبها .."دولة فلسطينية مستقلة هي مصلحة عليا للاردن".
الملاحظة الثانية ان الضجيج الداخلي في الاردن الذي طرح اتهامات معلبة من طراز السعي للوطن البديل لم يؤسس لقناعات معاكسة لميزان الشوق لصيغة الضفتين بمعنى العلاقة الواحدة مع الكيان الفلسطيني السياسي الجديد.. هذه الاشارات بدت واضحة من طبيعة الكلمات التي القيت في عيد الاستقلال الاخير.
وكذلك من حالات التحريض الرسمية الناعمة على التحدث بحنين عن مشروع الضفتين بالتزامن مع جرعة الحماس الكبير الذي اظهرته مؤسسات رسمية مهمة لدعم وتمويل دراما تلفزيونية ضخمة تتحدث عن حراك المجتمع الواحد حول حوض نهر الاردن.
الملاحظة الثالثة ان الدكتور صائب عريقات لاحظ التدرج في لغة الدبلوماسية الاردنية، فوزراء الخارجية الاردنيون كانوا يقولون دولة فلسطينية مستقلة ثم قالوا الدولة الفلسطينية فيها مصلحة للاردن واخيرا لفت جودة نظر عريقات عندما قال "دولة فلسطينية مستقلة مصلحة عليا للاردن".
القصد من كلمة "عليا" الدبلوماسية الاردنية هنا واضح وهو تخليص السلطة ورموزها من هواجس ومخاوف تاريخية تقول بأن عمان ضد الدولة الفلسطينية.. لذلك عندما شكر عريقات جودة هاتفيا قال له الثاني: لماذا تشكرنا هذا موقفنا وقد عبر عنه جلالة الملك؟... رد عريقات: هذه المرة قلتموها بوضوح وبصيغة لا تقبل اللبس وهو موقف يدعمنا بكل الاحوال. لاحقا اوضح جودة: عندما نتحدث عن دولة فلسطينية نقصد تماما مستقلة وقادرة على الحياة والاستمرارية وعاصمتها القدس.. في الاردن هذا ما نفهمه عندما نتحدث عن الدولة.
لكن كثرة الحديث عن كلمة اردنية او رأي اردني في مفاوضات واشنطن التي ستنطلق قريبا لا يزال يزرع انطباعات متعاكسة عن المقصود بالحضور الاردني، وهو امر يثير استغراب الوزير جودة الذي يوضح بأن الاردن يدعم بقوة عملية السلام ولديه خبرة متراكمة في التعامل معها ويساند حقوق الشعب الفلسطيني ولديه مصالح حيوية.. اذا لماذا الاستغراب؟.. سأل جودة وشرح: نعم لدينا مصالح وبالتالي نحن طرف اساسي سنقف في المفاوضات كما وقفنا قبلها داعمين للحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني وفي لحطة ما عندما يتعلق الامر ببعض ملفات الوضع النهائي سنكون موجودين على الطاولة من اجل مصالحنا.
رغم هذه الشروحات بقيت حلقات الدور الاردني المقصود غامضة الى ان نشرت وكالة الانباء الرسمية بترا مساء الثلاثاء خبرا توضيحيا زاد من جرعة التخاطب مع الرأي العام المحلي والعربي والفلسطيني لتبرير وتفسير "الدور الاردني المقبل" والحالي حيث نقلت الوكالة عن المسؤول الاردني الذي لم تكشف هويته قوله: الاردن معني بشكل اساسي بقضايا الحل النهائي الاساسية وهي القدس والامن واللاجئون والحدود والمياه، ولهذه القضايا مساس مباشر بالامن الوطني الاردني وسيكون للاردن رأي بهذا الخصوص يجب ان يؤخذ به".
واشار المسؤول نفسه الى ان "الاردن لن يقبل بأي حل يفرض عليه او يتم التوصل اليه دون علم الاردن في قضايا الحل النهائي الرئيسية".
القصد سياسيا من هذا التصريح لا يقبل اللبس ولا الاجتهاد وهو تهيئة الرأي العام لمراقبة الدور الاردني المضاعف في تفاصيل المفاوضات التي ستنطلق قريبا في واشنطن ولتبرير الحضور الاردني الذي لن يقتصر على مستوى الهرم السياسي بل سينضم اليه فريق من الخبراء والمفاوضين الاردنيين.
احد المصادر قال: المعادلة في مرحلتها الاولى بسيطة، عندما يتحدث نتنياهو عن الاغوار او الحدود او حتى تبادل الاراضي والقدس ورعايتها وتكاليفها سنكون موجودين بجوار الشقيق الفلسطيني .. معنا خرائطنا ووثائقنا. واضاف: هذا ما سنفعله في مفاوضات واشنطن اولا قبل الانتقال للوضع النهائي.
المفضلات