كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن روسيا ترفض التدخل العسكري الأجنبي في سورية وهي تعرف ما أسفر عنه سيناريو الحرب والدمار في ليبيا، داعيا جميع الأطراف السورية إلى الجلوس وراء طاولة مستديرة لإجراء حوار حول الإصلاحات المطلوبة للمجتمع السوري.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن بوغدانوف، قوله إن "روسيا ترفض التدخل العسكري الأجنبي في سورية وهي تعرف من التجربة ما أسفر عنه سيناريو الحرب والدمار في ليبيا تحت غطاء شعار حماية المدنيين، وهذا يؤكد ضرورة أن تعمل الأطراف المعنية داخل سورية وخارجها والمجتمع الدولي ومجلس الأمن من أجل منع الحرب وتدهور الوضع في سورية نحو حرب أهلية".
وأسقطت كل من روسيا والصين مؤخرا مشروع قرار في مجلس الأمن قدمته عدة دول غربية وأيدته الولايات المتحدة الأمريكية, يدين ما أسمته العنف المفرط بحق المدنيين, وذلك باستخدام حق النقض الفيتو
وبين بوغدانوف أن "روسيا على اتصال مع القيادة السورية والمعارضة وممثلي كل الجهات والأطراف في المجتمع السوري"، موضحاً أن "الإرادة السياسية تشكل أساساً للحوار بين جميع الأطراف في سورية وأن القيادة السورية تدرك ذلك وتعرب عن استعدادها للقيام بخطوات ملموسة فعالة في هذا الاتجاه".
وتعد روسيا من أكثر الدول المؤيدة والداعمة للمواقف السورية وللمشاريع الإصلاحية, رافضة أي تدخل خارجي في شؤون سورية أو أي مشروع قرار يؤدي إلى فرض مزيد من العقوبات عليها, كما شددت في أكثر مناسبة على أهمية التوصل لتسوية بين جماعات المعارضة والسلطة من اجل إنهاء الأزمة السورية.
وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي عن أسفه تجاه "رفض المعارضة السورية التي تتلقى التمويل والتسليح والتغطية الإعلامية من الخارج للحوار مع القيادة السورية"، داعيا "جميع الأطراف السورية إلى الجلوس وراء طاولة مستديرة لإجراء حوار حول الإصلاحات المطلوبة للمجتمع السوري وبلورة دستور جديد وتطوير الحياة الديمقراطية في المجتمع".
وكان "المجلس الوطني السوري" المعارض، كشف مؤخرا، أن عدة دول عربية بما فيها ليبيا، وعدت بتقديم مساعدات له، مبينا أن نسبة 90 % من التبرعات تأتي من رجال الأعمال السوريين.
ولفت نائب وزير الخارجية الروسية إلى "موقف بلاده المؤيد لخطة العمل العربية التي ترفض أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية السورية، والبدء بحوار شامل بين السوريين".
وتنص الخطة العربية، التي وافقت عليها سورية، مؤخرا، على وقف العنف وسحب المظاهر المسلحة من المدن، وإطلاق سراح المعتقلين، وفتح حوار مع المعارضة في مقر الجامعة، إضافة للسماح لوسائل الإعلام ومراقبين بالإطلاع على الأوضاع فيها.
ولفت بوغدانوف إلى أن "روسيا ليست بالطبع عضوا في جامعة الدول العربية، لكنها تعرف من التجارب الدولية في أنحاء أخرى من العالم إن العقوبات لا تؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة بل على العكس تؤدي إلى تعقيد الوضع وتؤثر على حياة الشعوب،، لذلك فان روسيا تعتقد بوجوب إشراك الأطراف المعنية في حوار بناء على أساس العقل ومصالح الوطن ومصالح الشعب الحقيقية وهذا ما يعطينا جميعا الفرصة لإيجاد الحلول المناسبة".
وسبق أن قرر وزراء الخارجية العرب، الأسبوع الماضي، فرض عقوبات على سورية شملت وقف التعامل مع المصرف المركزي السوري, ووقف المشاريع التجارية مع سورية, بالإضافة إلى تجميد أرصدة مسؤولين سوريين، في جلسة لم يحضرها ممثلون عن الحكومة السورية، وذلك على خلفية انتهاء المهلة التي حددها الوزراء للسلطات السورية لتوقيع بروتوكول "بعثة المراقبين"، فيما وصفت وكالة" "سانا" الإجراء بأنه "غير مسبوق".
كما أكد نائب وزير الخارجية أن "بلاده تشعر بالأسف للمواقف المبنية على ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين عند تقييم تطورات الأحداث في دول مختلفة بعيدا عن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن".
وكان بوغدانوف قال يوم الاثنين، إن بلاده مستعدة لإرسال مراقبين إلى سوريا إذا وجّه لها مثل هذا الطلب من السلطات السورية أو المعارضة أو الجامعة العربية، معتبرا أن وجود مراقبين من الجامعة العربية في سوريا "قد يزيد فرص التسوية.
وكانت سوريا أعلنت الاثنين، موافقتها على توقيع مشروع البروتوكول العربي، شرط الأخذ بعين الاعتبار التعديلات التي اقترحتها وان يتم التوقيع في دمشق وأن ترفع العقوبات التي فرضتها الجامعة العربية فور التوقيع، إضافة إلى أن يبلغ أمين عام الأمم المتحدة ومجلس الأمن ورئيسه بالتطورات الإيجابية في الملف السوري عبر رسالة خطية.
وتشهد عدة مدن سورية منذ 8 أشهر تظاهرات ترافقت بسقوط مئات الشهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 4000، شخصا، وأكثر من 14 ألف معتقل، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 1100 شخص، وتحمل "الجماعات المسلحة" مسؤولية ذلك.
سيريانيوز
المفضلات