*** ( طوبى لصانعي السلام ) ...... !!! ***
من يقلب صفحات الزمان ويتأمل في شذرات الحكايا والعبر؛ التي يسطرها كبار الأمة يجد أن الحكمة بالقول الحسن الصادق تبقى إرثاً غنياً عبر العصور، وفي قول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، الذي دوماً يلفت وعيي وانتباهي بعظيم دُرر الحكمة ورؤوس الموعظة الحسنة ؛ التي أرساها قولاً وعملاً في المملكة الشقيقة الأعز، يجد أن القول الفيصل في محاورة الآخر يتجلي في أحدى مقولاته الشهيرة :.
''أننا في المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً ندرك كل الإدراك أن أمننا ورخائنا واستقرارنا في محاورة كل حدث ومجادلته بالحسنى ما استطعنا لذلك سبيلا''.
ومن يقرأ حال الأيام في هذا الوقت، وإشعال فتيل الرسومات الدنماركية المسيئة مرة أخرى هذه الأيام، يوقن أن ميزان محاورة الآخر مهما اختلفت التوجهات وتطرف الموقف هو المجادلة بالحسنى لآخر مدى، قرأنا وسمعنا الكثير الكثير من الردود على تلك الرسوم التي اساءت للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، واستفزت البشرية بشكل عام لأن من يؤمن بالله يدرك أيماناً وعملاً؛ أن احترام ديانة الآخر حق أساسي، وأن التطاول العمد على الديانات والمساس بحرمتها أمر يسيء للبشرية أجمع، ويذكي وهج نار الفتن التي حرم الله ولعن مذكييها أيا كان.
وإن صرح بعض شركاء أثارة الفتنة ممن يعتبرون أن الحرية المنفتحة هي حق للجميع ، نرد عليهم كما في خلاصة مقولات خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية؛ التي تشرفت باحتضان بيت الله ومهد الإسلام، التي تؤكد دوماً أن الحوار المنفتح المسؤول الذي يحترم حقوق الآخر ويعي أن الكلمة الحسنة الطيبة هي حادي مسيرة الحوار البناء الذي يُثمر حسناً...فالكلمة الحسنة كما النبتة الحسنة ثمرها طيب وطلعها طيب.
أن الحرية لم تكن يوماً بالإساءة للآخر ومن يظن أن الحرية ترتفع بالشتم والسب والقدح والذم فهو أسير لأفكار غير سليمة على الأطلاق ، بل سيبقى سجينا لفكر ظلامي لن ينتج عنه إلا أشواك الفتنة التي ستدمي يداه قبل الآخر!!.
الأفكار الطيبة التي أرساها خادم الحرمين الشريفين للأمة العربية، وتلك الدروس التي نشاهدها دوماً وتتجلى عظيم إنسانيته التي شملت الأمة العربية وتعدته للمبادرات التي تكللت برعاية الأيتام ومداواتهم المرضى والمحتاجين باختلاف جنسياتهم ودياناتهم ...ربما لم نتعجب كثيراً عندما شاهدناه يرعى عملية فصل التؤام السيامي فهذا ليس غريبا على ملك عقدت يمناه دوماً وأوكتا عُرى المحبة والسلام بين شعوب الأرض والديانات السماوية..
بوركت أرض السلام ومملكة الإنسانية التي تسطر يوماً بعد يوم قصصاً ضُمخت بطيب الشيم والخصال، وجعلت منها نبراساً يشع بين الأمم وإرثاً إنسانيا وحضارياً ستخلده الأجيال.
التاريخ سُيخلد العمل الطيب والفكر الحسن ..
وكما قال عيسى عليه السلام: ''طوبى لصانعي السلام'' ..
المصدر
جريدة الراي الاردنية
د. ديانا النمري
المفضلات