وسط تحذيرات أميركية إيرانية متبادلة
بارجتان أميركيتان تعبران هرمز
أعلنت البحرية الأميركية أن بارجتين أميركيتين عبرتا مضيق هرمز من دون مشاكل، رغم تصاعد التحذيرات بين الولايات المتحدة وإيران التي هددت بإغلاق هذا الممر البحري الإستراتيجي في حال فرض عقوبات دولية جديدة عليها بسبب برنامجها النووي.
وقالت المتحدثة باسم الأسطول الخامس الأميركي ريبيكا ريباريش إن حاملة الطائرات "يو أس أس جون ستينس" والبارجة قاذفة الصواريخ "يو أس أس موبايل باي" قد "عبرتا بشكل روتيني مقرر مسبقا مضيق هرمز الثلاثاء".
ولم يشر الجيش الأميركي إلى أي توتر مع القوات البحرية الإيرانية، رغم ارتفاع لهجة التصريحات بين طهران وواشنطن في الأيام الأخيرة. وأكدت ريباريش أن اتصالاتهم مع البحرية الإيرانية جرت وفقا للتقاليد المهنية البحرية المعتادة.
ومن جهتها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية الخميس عن مسؤول عسكري إيراني أن طائرة إيرانية تعرفت على حاملة طائرات أميركية في المنطقة.
سياري: حركة القوات الأجنبية في المنطقة تحت سيطرتنا (رويترز)
تحذيرات متبادلة
وكان عسكريون إيرانيون رفضوا تحذيرات واشنطن من إغلاق مضيق هرمز، وقالوا إنه ليس بوسع واشنطن أن تملي على طهران ما تفعله، وأضافوا أن إيران سترد على التهديدات.
وقال قائد القوات البحرية الإيرانية حبيب الله سياري إن رصد قواته حاملة طائرات أميركية يظهر أنها استطاعت الإشراف على المنطقة بشكل كامل ورصد تحركات القوات الأجنبية بدقة.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أكدت الثلاثاء أن إغلاق المضيق –الذي يمر عبره نحو ثلث نفط العالم الذي تحمله الناقلات- أمر "لن يُسمَح به".
وقد دعت فرنسا –التي تقود حملة داخل الاتحاد الأوروبي لتشديد العقوبات على إيران- طهرانَ إلى الالتزام بالقانون الدولي والسماح بحرية الملاحة.
ويعتزم وزراء خارجية الاتحاد بحث حظر محتمل على النفط الإيراني في اجتماع يومَ 30 يناير/كانون الثاني المقبل.
وأمس الخميس أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي أن بلاده تؤيد فرض حظر على صادرات النفط الإيرانية التي هي مصدر لتمويل البرامج النووية والصاروخية لطهران.
ويشكك خبراء في قدرة إيران على فرض حصار طويل المدى على المضيق، بل ويرى بعضهم أنها تحتاج الممر البحري مثلها مثل أي منتِج للنفط.
ويذكّر هؤلاء بأن أي قوة بحرية إيران لا تضاهي نظيرتها الأميركية التي أكد متحدث عسكري باسمها ثقة واشنطن في قدرتها العسكرية التي تضمن لها الوفاء بـ"تعهداتنا لأصدقائنا وشركائنا والمجموعة الدولية".
لكن بعض الخبراء يرى مع ذلك أن إيران تملك من الوسائل (بما فيها الألغام والصواريخ) ما يكفي لعرقلة الملاحة عبر المضيق.
كما يرى بعضهم أنه -حتى وإن لم تغلق طهران المضيق- "فستسبب هذه الحرب الكلامية زعزعة في أسعار النفط، وهذا مفيد لإيران"، وفق كايتلين تالمادجي الأستاذة بجامعة جورج واشنطن.
وتأتي التحذيرات على خلفية جدل متزايد بشأن البرنامج النووي لإيران التي تخشى توسيع العقوبات عليها، بعد أن تحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي عن قلق شديد بشأن البرنامج الذي تؤكد طهران سلميته، وتقول عواصم غربية إنه غطاء لتصنيع قنبلة ذرية.
وكالات
المفضلات